ومنه الجمع مع التفريق والتقسيم كقوله تعالى: ﴿ يَوۡمَ يَأۡتِ لَا تَكَلَّمُ نَفۡسٌ إِلَّا بِإِذۡنِهِۦۚ فَمِنۡهُمۡ شَقِيّٞ وَسَعِيدٞ 105 فَأَمَّا ٱلَّذِينَ شَقُواْ فَفِي ٱلنَّارِ لَهُمۡ فِيهَا زَفِيرٞ وَشَهِيقٌ 106 خَٰلِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلۡأَرۡضُ إِلَّا مَا شَآءَ رَبُّكَۚ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٞ لِّمَا يُرِيدُ 107 ۞وَأَمَّا ٱلَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي ٱلۡجَنَّةِ خَٰلِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلۡأَرۡضُ إِلَّا مَا شَآءَ رَبُّكَۖ عَطَآءً غَيۡرَ مَجۡذُوذٖ﴾ [هود:١٠٥-١٠٨], وقد يطلق التقسيم على أمرَين آخرَين أحدهما أن يُذكَر أحوال الشيء مضافًا إلى كلٍّ ما يليق به كقوله: ثِقَالٌ إِذَا لاَقَوْا خِفَافٌ إِذَا دُعُوْا * كَثِيْرٌ إِذَا شَدُّوْا قَلِيْلٌ إِذَا عُدُّوْا, والثاني استيفاءُ أقسام الشيء كقوله تعالى: ﴿ يَهَبُ لِمَن يَشَآءُ إِنَٰثٗا وَيَهَبُ لِمَن يَشَآءُ ٱلذُّكُورَ 49 أَوۡ يُزَوِّجُهُمۡ ذُكۡرَانٗا وَإِنَٰثٗاۖ وَيَجۡعَلُ مَن يَشَآءُ عَقِيمًاۚ﴾ [الشورى:٤٩-٥٠], ومنه التجريد وهو أن يُنتزَع من أمرٍ ذي صفة آخرُ مثلُه..............................
جعلتَ تلك الخصلة غير محدثة مع أنها ممدوحة مطلقًا. فقسّم صفة الممدوحين إلى ضرّ الأعداء ونفع الأولياء ثمّ جمعها تحت كونها سجيّة حيث قال ½سجيّة تلك¼ (ومنه) أي: من المعنويّ (الجمع مع التفريق والتقسيم) وهو أن يجمع بين متعدِّد في حكم ثمّ يوقع التباين بينها ثمّ يضاف لكلّ واحد ما يناسبه (كقوله تعالى: ﴿ يَوۡمَ يَأۡتِ لَا تَكَلَّمُ نَفۡسٌ إِلَّا بِإِذۡنِهِۦۚ فَمِنۡهُمۡ شَقِيّٞ وَسَعِيدٞ 105 فَأَمَّا ٱلَّذِينَ شَقُواْ فَفِي ٱلنَّارِ لَهُمۡ فِيهَا زَفِيرٞ) إخراج النفس بشدّة (وَشَهِيقٌ106) إدخال النفس بشدّة (خَٰلِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلۡأَرۡضُ إِلَّا مَا شَآءَ رَبُّكَۚ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٞ لِّمَا يُرِيدُ 107 ۞وَأَمَّا ٱلَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي ٱلۡجَنَّةِ خَٰلِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلۡأَرۡضُ إِلَّا مَا شَآءَ رَبُّكَۖ عَطَآءً غَيۡرَ مَجۡذُوذٖ﴾) أي: غير مقطوع, جُمِع الأنفس في ½لا تكلّم نفس¼, ثمّ فُرِّق بينهم بأنّ بعضهم شقيّ وبعضهم سعيد, ثمّ قُسِّم بأن أضيف إلى الأشقياء ما لهم من العذاب وإلى السعداء ما لهم من النعيم (وقد يطلق التقسيم على أمرَين آخرَين أحدهما أن يُذكَر أحوال الشيء مضافًا) أي: منسوبًا (إلى كلٍّ) منها (ما يليق به) أي: ما يناسب بكلّ (كقوله) أي: قول المتنبّي (ثِقَالٌ) على الأعداء (إِذَا لاَقَوْا) أي: حاربوا (خِفَافٌ) لسرعتهم إلى الإجابة (إِذَا دُعُوْا *) إلى الدفاع (كَثِيْرٌ) لأنّ واحدًا منهم يقوم مقام الجماعة في النكاية (إِذَا شَدُّوْا) أي: حملوا على العدوّ (قَلِيْلٌ إِذَا عُدُّوْا) لأنّ أهل النجدة والإفادة مثلهم في غاية القلّة, فذكر أحوال المشائخ من الثقل والخفّة والكثرة والقلّة مضافًا إلى الأوّل حال الملاقاة وإلى الثاني حال الدعاء وإلى الثالث حال الشدّة وإلى الرابع حال العدّ (والثاني) أي: وثانيهما (استيفاءُ أقسام الشيء) بحيث لا يبقى له قسمٌ غيرُ ما ذُكِر (كقوله تعالى: ﴿ يَهَبُ لِمَن يَشَآءُ إِنَٰثٗا وَيَهَبُ لِمَن يَشَآءُ ٱلذُّكُورَ 49 أَوۡ يُزَوِّجُهُمۡ ذُكۡرَانٗا وَإِنَٰثٗاۖ وَيَجۡعَلُ مَن يَشَآءُ عَقِيمًاۚ﴾) قد استُوفِيَ فيه جميعُ أقسام الإنسان باعتبار شأن الولادة (ومنه) أي: من المعنويّ (التجريد وهو أن يُنتزَع من أمرٍ ذي صفة) أمرٌ (آخرُ مثلُه) أي: مثلُ ذلك الأمر