عنوان الكتاب: تلخيص المفتاح

كقوله: قُلْتُ ثَقَّلْتُ إِذْ أَتَيْتُ مِرَارًا * قَالَ ثَقَّلْتَ كَاهِلِيْ بِالْأَيَادِيْ, ومنه الإطِّراد وهو أن تأتي بأسماء الممدوح أو غيره وآبائه على ترتيب الولادة من غير تكلّف كقوله: إِنْ يَقْتُلُوْكَ فَقَدْ ثَلَلْتَ عُرُوْشَهُمْ * بِـعُتَيْبَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ شِهَابِ, وأمّا اللفظيّ فمنه الجِنَاس بين اللفظين وهو تشابُههما في اللفظ, والتامّ منه أن يتّفِقَا في أنواع الحروف وأعدادها وهيآتها وترتيبها, فإنْ كانَا من نوع كاسمَيْنِ سمّي مُمَاثِلاً نحو: ﴿وَيَوۡمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يُقۡسِمُ ٱلۡمُجۡرِمُونَ مَا لَبِثُواْ غَيۡرَ سَاعَةٖۚ﴾ [الروم:٥٥], وإن كانا من نوعَيْنِ سمّي مُسْتَوْفًى كقوله: مَا

(كقوله) أي: قول الشاعر (قُلْتُ ثَقَّلْتُ إِذْ أَتَيْتُ مِرَارًا * قَالَ ثَقَّلْتَ كَاهِلِيْ بِالْأَيَادِيْ) أي: بالمنن, والكاهل ما بين الكتفين, فلفظ ½ثَقَّلْتُ¼ وقع في كلام الغير بمعنى أنّي حملتك المشقّة من أكل وشرب بإتياني مرارًا, فحمله المخاطَب على تثقيل عاتقه بالمنن بذكر متعلِّقه وهو قوله ½كَاهِلِيْ بِالْأَيَادِيْ¼ (ومنه) أى: ومن البديع المعنويّ (الإطِّراد وهو أن تأتي بأسماء الممدوح أو) بأسماء (غيره) أي: غير الممدوح (و) تأتي بأسماء (آبائه) أي: آباء الممدوح أو غيره (على ترتيب الولادة) بأن تَذكُر اسمَ أبيه ثمّ اسمَ أبي أبيه وهكذا (من غير تكلّف) في السبك (كقوله) أي: قول الشاعر (إِنْ يَقْتُلُوْكَ) أي: إن يفتخروا بقتلك فلا يعظم علينا افتخارهم (فَقَدْ ثَلَلْتَ عُرُوْشَهُمْ *) أي: أهلكتهم وهدمت أساس مجدهم (بِـ) قتل رئيسهم (عُتَيْبَةَ ابْنِ الْحَارِثِ بْنِ شِهَابِ) فكأنك أخذت بثأر نفسك قبل قتلك فلا افتخار لهم في الحقيقة, ذكر في البيت اسم غير الممدوح ثمّ اسم أبيه ثمّ اسم أبي أبيه من غير تكلّف, ولمّا فرغ من المحسِّنات المعنويّة شرع في المحسِّنات اللفظيّة وذكر منها سبعة أنواع فقال (وأمّا) الضرب (اللفظيّ فمنه الجِنَاس بين اللفظين وهو تشابُههما في اللفظ) أي: في التلفّظ كُلاًّ أو جُلاًّ (والتامّ منه) أي: من الجناس (أن يتّفِقَا) أي: اللفظان (في أنواع الحروف) الإضافة للبيان فكلّ حرف من حروف الهِجاء نوع برأسه, وخرج بهذا القيد ½يفرح ويطرح¼ (و) في (أعدادها) خرج به ½ساق ومساق¼ (و) في (هيآتها) الحاصلة لها باعتبار الحركات والسكنات وخرج به ½بَرد وبُرد¼ (و) في (ترتيبها) خرج به ½فتح وحتف¼ (فإنْ كانَا) أي: اللفظان اللذان بينهما جِناس تامّ (من نوع كـ) أن يكونا (اسمَيْنِ) أو فعلَيْنِ أو حرفَيْنِ (سمّي) الجناس التامّ (مُمَاثِلاً نحو) قوله تعالى: (﴿وَيَوۡمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ) أي: القيامة (يُقۡسِمُ ٱلۡمُجۡرِمُونَ مَا لَبِثُواْ) في الدنيا (غَيۡرَ
سَاعَة
ٖۚ) أي: إلاّ وقتًا يسيرًا (وإن كانا) أي: اللفظان اللذان بينهما جِناس تامّ (من نوعَيْنِ) كأن يكونا اسمًا وفعلاً أو اسمًا وحرفًا أو فعلاً وحرفًا (سمّي) الجِناس التامّ (مُسْتَوْفًى كقوله) أي: قول أبي تمّام في مدح يحيى بن عبد الله البرمكّي (مَا) موصولة في محلّ رفع على الابتداء وخبره جملةُ ½فإنه...الخ¼


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

229