عنوان الكتاب: تلخيص المفتاح

مَاتَ مِنْ كَرَمِ الزَمَانِ فَإِنَّهُ * يَحْيَا لَدَى يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللهِ, وأيضًا إنْ كان أحد لفظَيْهِ مركَّباً سمّي جِناسَ التركيب, فإن اتّفقَا في الخطّ خصّ باسم المُتشابِهِ كقوله: إِذَا مَلِكٌ لَمْ يَكُنْ ذَا هِبَهْ * فَدَعْهُ فَدَوْلَتُهُ ذَاهِبَهْ, وإلاّ خُصَّ باسم المفروق كقوله: كُلُّكُمْ قَدْ أَخَذَ الْجَا * مَ وَلاَ جَامَ لَنَا * مَا الَّذِيْ ضَرَّ مُدِيْرَ الْـ * جَامِ لَوْ جَامَلَنَا, وإنْ اختلفا في هيآت الحروف فقط سمّي مُحَرَّفًا كقولهم: ½جُبَّةُ الْبُرْدِ جُنَّةُ الْبَرْدِ¼, ونحوُه: ½اَلْجَاهِلُ إِمَّا مُفْرِطٌ أَوْ مُفَرِّطٌ¼ والحرف المشدّد في حكم المخفّف, وكقولهم: ½اَلْبِدْعَةُ شَرَكُ الشِّرْكِ¼, وإن اختلفا......................

(مَاتَ مِنْ كَرَمِ الزَمَانِ) أي: من جود كائن في الزمان الماضي, هذا بيان لـ½مَا¼ (فَإِنَّهُ *) أي: الكرمَ الميِّتَ في الماضي (يَحْيَا لَدَى يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللهِ) وهو من عظماء أهل الوزارة في الدولة العبّاسيّة, فـ½يَحْيَا¼ فعل و½يَحْيَى¼ اسم, ونحو ½رُبَّ رَجُلٍ شَرِبَ رُبَّ آخَرَ¼ فـ½رُبَّ¼ الأوّل حرف والثاني اسم بمعنى عصير العنب, وكذا ½عَلاَ زَيْدٌ عَلَى جَمِيْعِ أَهْلِهِ¼ فـ½عَلاَ¼ الأوّل فعل والثاني حرف (وأيضًا) للجناس التامّ تقسيم آخر وهو أنه (إنْ كان أحد لفظَيْهِ) أي: أحد لفظي الجناس التامّ (مركَّباً) والآخر مفردًا (سمّي) الجِناس التامّ (جِناسَ التركيب) وهو ينقسم إلى قسمَيْنِ (فإن اتّفقَا) أي: اللفظان اللذان أحدهما مفرد والآخر مركّب (في الخطّ) أي: في الكتابة (خصّ) هذا القسم من جِناس التركيب (باسم المُتشابِهِ كقوله) أي: قول أبي الفتح البُسْتِيّ (إِذَا مَلِكٌ لَمْ يَكُنْ ذَا هِبَهْ *) أي: صاحبَ هِبة (فَدَعْهُ) أي: فاتركه (فَدَوْلَتُهُ ذَاهِبَهْ) أي: غير باقية, فـ½ذَا هِبَةٍ¼ مركّب, و½ذَاهِبَةٌ¼ مفرد وهما متّفقان في الخطّ فالجِناس بينهما مُتَشَابِهٌ (وإلاّ) أي: وإن لم يتّفقا في الخطّ (خُصَّ) هذا القسم من جِناس التركيب (باسم المفروق كقوله) أي: قول أبي الفتح البُسْتِيّ (كُلُّكُمْ قَدْ أَخَذَ الْجَا * مَ وَلاَ جَامَ لَنَا * مَا الَّذِيْ ضَرَّ مُدِيْرَ الْـ * جَامِ) وهو الساقي (لَوْ جَامَلَنَا) أي: لو عاملَنا بالجميل, فـ½جَامَ لَنَا¼ مركّب و½جَامَلَنَا¼ مفرد بناءً على أنّ الضمير المتّصل بمنزلة جزء الكلمة, وهذان اللفظان غير متّفقين في الخطّ فالجِناس بينهما مفروق (وإنْ اختلفا) أي: اللفظان اللذان بينهما جِناس (في هيآت الحروف فقط) أي: ولم يختلفا في النوع والعدد والترتيب (سمّي) الجِناس (مُحَرَّفًا كقولهم ½جُبَّةُ الْبُرْدِ جُنَّةُ الْبَرْدِ¼ ونحوُه) أي: ومثل القول المذكور في كونه من الجِناس المُحرّف قولُهم (½اَلْجَاهِلُ إِمَّا مُفْرِطٌ أَوْ مُفَرِّطٌ¼) فالفاء في الأوّل ساكن وفي الثاني مفتوح (والحرف المشدّد) أي: وإنما جعل ½مُفْرِطٌ¼ و½مُفَرِّطٌ¼ من الجِناس المحرَّف ولم يُجعَلا من الناقص لأنّ الحرف المشدّد في هذا الباب (في حكم) الحرف (المخفّف) فهُمَا متّفقان في العدد (وكقولهم ½اَلْبِدْعَةُ شَرَكُ الشِّرْكِ¼) أي: شبكتُه (وإن اختلفا) أي: اللفظان اللذان بينهما جِناس


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

229