كقولهم: ½إِنَّ لَهُ لَإِبِلاً وَإِنَّ لَهُ لَغَنَمًا¼ أو التقليلِ نحو: ﴿ وَرِضۡوَٰنٞ مِّنَ ٱللَّهِ أَكۡبَرُۚ﴾ [التوبة:٧٢], وقد جاء للتعظيم والتكثير نحو: ﴿ وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدۡ كُذِّبَتۡ رُسُلٞ﴾ [فاطر:٤] أي: ذَوُوْ عددٍ كثير وآياتٍ عظام، ومن تنكير غيره للإفراد والنوعيّة نحو: ﴿ وَٱللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَآبَّةٖ مِّن مَّآءٖۖ﴾ [النور:٤٥] وللتعظيم نحو: ﴿ فَأۡذَنُواْ بِحَرۡبٖ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦۖ﴾ [البقرة:٢٧٩], وللتحقير نحو: ﴿إِن نَّظُنُّ إِلَّا ظَنّٗا﴾ [الجاثية:٣٢]، وأمّا وصفه فلكونه مُبيِّنا له كاشفًا عن معناه كقولك: ½الجسم الطويل العريض العميق يحتاج إلى فراغ يشغله¼ ونحوُه في الكشف قولُه: اَلْأَلْمَعِيُّ الَّذِيْ يَظُنُّ بِكَ الظْ * ظَنَّ کَأَنْ قَدْ رَأَى وَقَدْ سَمِعَا.................................
(كقولهم) أي: العرب (½إِنَّ لَهُ لَإِبِلاً) أي: كثيرةً (وَإِنَّ لَهُ لَغَنَمًا¼) أي: كثيرةً (أو) لـ(التقليلِ) أي: لإفادة القلّة في المسند إليه (نحو) قوله تعالى: (﴿وَرِضۡوَٰنٞ مِّنَ ٱللَّهِ أَكۡبَرُۚ﴾) أي: رضوان قليل من الله أكبر من الجنّة ونعيمها؛ لأنّ لذّة النفس بشرف كونها مرضيّة عند الملِك المقتدر أكبر من كلّ لذّة (وقد جاء) تنكير المسند إليه (للتعظيم والتكثير) أي: لكليهما (نحو) قوله تعالى: (﴿وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدۡ كُذِّبَتۡ رُسُلٞ﴾ أي: ذَوُوْ عددٍ كثير) ناظر إلى التكثير (و) ذَوُوْ (آياتٍ عظام) ناظر إلى التعظيم؛ فإنّ عظم آية الرسالة يدلّ على عظمة الرسول (ومن تنكير غيره) أي: غير المسند إليه (للإفراد والنوعيّة نحو) قوله تعالى: (﴿وَٱللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَآبَّةٖ مِّن مَّآءٖۖ﴾) أي: خلق كلَّ فردٍ من أفراد الدوابّ من فردِ نطفةٍ معيّنةٍ لأبيه, أو خلق كلَّ نوعٍ من أنواع الدوابّ من نوعٍ من أنواع المياه (و) من تنكير غيره (للتعظيم نحو) قوله تعالى: (﴿فَأۡذَنُواْ بِحَرۡبٖ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦۖ﴾) أي: بحرب عظيمة (وللتحقير نحو) قوله تعالى: (﴿إِن نَّظُنُّ) بالساعة (إِلَّا ظَنّٗا ﴾) حقيرًا ضعيفًا (وأمّا وصفه) أي: ذكر النعت للمسند إليه (فـ) هو (لكونه) أي: الوصف (مُبيِّنا له) أي: موضِّحًا للمسند إليه (كاشفا عن معناه) ومفسِّرًا له (كقولك) لمن لا يعلم معنى الجسم (½الجسم الطويل العريض العميق) أي: الجسم الذي حقيقته ما ذُكِر (يحتاج إلى فراغ) أي: خلاء (يشغله¼) لأنّ فيه أبعادًا ثلاثة بها يقبل القسمة من ثلاث جهات فلا بدّ له من فراغ تنفذ فيه تلك الأبعاد (ونحوُه) أي: ومثلُ القول المذكور (في) كون الوصف لـ(الكشف) لا في كون الموصوف مسندًا إليه (قولُه) أي: قولُ أوس (اَلْأَلْمَعِيُّ الَّذِيْ يَظُنُّ بِكَ الظْ *ظَنَّ كَأَنْ قَدْ رَأَى وَقَدْ سَمِعَا) فقوله ½الذي يظنّ إلخ¼ وصف وتفسير باللازم للألمعيّ لأنّ الألمعيّ هو الذكيّ المتوقّد الفطنة ومن لازمه أنه إذا وجّه عقله إلى شيء ليختبره أدرك من حاله الحكم الواقع فيه