فيَنبغي للْمُسلمِ أَن يَحترِزَ من الحسد والغيبة والنَّميمة وغيرِها من الْمُهْلِكات العظيمة التي هي من كَبائرِ الذُّنوب ومن أسباب عذاب القبرِ وعذاب النّارِ وسوء الخاتمة، ومع الأَسَف الشَّديد نحن نَجدُ من أكثرِ النّاس اليومَ من لا يَحْفَظون اللّسانَ ولا يُلْزِمون أنفسَهم السُّكوتَ، ويَحْسُدون على القليلِ والكثيرِ ويُغْرون الإخوانَ على الإخوان بالنَّميمة والغيبة والبُهتان في كلِّ مجلس، وما عَلِموا أنّهم بذلك وَقَعوا في المهلكات العظيمة.
أيّها المسلمون: إنّ خَطَرَ اللّسانِ عظيمٌ وأمْرَه مُخِيفٌ، ولا نَجاةَ من خطَرِه إلاّ بالصَّمْت وتَرْكِ النُّطق إلاّ عند الحاجة بقدرها، فقد قال رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم: «مَن كَثُرَ كلامُه كثُرَ سَقَطُه، ومن كثر سقطه كثرت ذنوبُه، ومن كثرت ذنوبُه كانت النّارُ أولى به»([1]). وقال صلّى الله عليه وسلّم: «طُوْبى لِمن عَمِلَ بعلم وأَنْفَقَ