دينه أو دنياه، حتّى إنّكَ تَحْسُدُه بأن تتمنَّى زوالَ نعمتِه عنه وتَتَمَتَّعَ بنعمتِه وتَفْرَحَ بمصيبته وأن تَشْمَتَ بِبَلِيَّتِه وتَهْجُرَه وتُقاطِعَه وتَتَكَلَّمَ فيه بما لا يحلُّ من كِذْب وغيبةٍ ونميمة وإفشاء سِرٍّ وهَتْكِ سِتْرٍ وغيرِه، وأن تَهْزَأَ وتَسْخَرَ منه وتَمْنَعَه حَقَّه من قضاءِ دينٍ أو صلةِ رَحْمٍ أو ردِّ مَظْلِمَةٍ وكلُّ ذلك شديدُ الإثم والتَّحريم، ومع ذلك انتشَرَت المعاصي بين النَّاس وانعدمت مُؤاساةُ ذوي الحاجاتِ والرّحمةُ بالمسلمين والشَّفقةُ عليهم، وأمّا السلفُ الصّالحُ فكانوا يُعاشِرون المسلمين مُعاشرةَ الإخْوَةِ في التَّحابُب والتّصافي وتَجَنُّبِ التَّجافي والتزامِ اللِّين والرِّفقِ والبَشاشَةِ وجَلْبِ الْمَنافِعِ ودَفْعِ الْمَضارِّ والإغاثَة والإعانة وجَلْبِ الْمَسارِّ، فقد حُكِيَ أنّ الشيخ ضياء الدّين أحمد القادري المدني رحمه الله تعالى فقد قيل له: كيف وجدتَ أهلَ المدينةِ؟ قال: إنّهم كانوا من أهلِ الخيرِ والصّلاحِ، وقد بلَغَنا أنّ رجلاً أراد توزيعَ ثِياب على الفقراء والمساكين فخَرَجَ إلى بزّازٍ؛ ليَشْتَرِي منه ثِيابًا، فقال: بِكَم هذه الثّيابُ؟ قال البزّازُ: إنّي