عنوان الكتاب: أسباب سوء الخاتمة

رأسه وقرَأَ سورةَ يس، فقال: يا أستاذُ لا تَقْرَأْ، فسَكَتَ؛ ثمّ لَقَّنَه، فقال: قُل: لا إله إلاّ الله، فقال: لا أقولُها؛ لأنّي منها بَريءٌ، وماتَ على ذلك؛ فدخل الفضيلُ منـزلَه وجعل يَبْكِي أربعين يومًا لَم يَخرُجْ من البيت، ثُمّ رآه في النّوم وهو يُسْحَبُ به إلى جهنّمَ، فقال: بِأيِّ شيء نَزَعَ اللهُ المعرفةَ منكَ، وكنتَ أعْلَمَ تلامذتي؟ قال: بثلاثةِ أشياء: أوّلُها: النَّمِيْمَةُ: فإنّي قلتُ لأصحابي بخلافِ ما قلتُ لك. والثّاني: الحسد: حَسَدْتُ أصحابي. والثّالثُ: كان بي علّةٌ فجئتُ إلى الطبيب فسألتُه عنها، فقال: تَشرَب في كلِّ سنةٍ قَدَحًا من خمر، فإن لم تَفعَل تَبْقَى بكَ العلّةُ، فكنتُ أشرَبُه([1]). نعوذ بالله من السّخْط الَّذي لا طاقةَ لنا به ونَستَغفِرُه من جميع سَيِّئاتنا، وفي "الدرّ المختار": ما ظَهَرَ من الْمُحْتَضَرِ



([1]) ذكره حجّة الإسلام الإمام أبو حامد محمد بن محمد بن محمد الغزالي (ت٥٠٥ هـ) في كتابه "منهاج العابدين"، الأصل الثالث في ذكر ما وعد وأوعد في المعاد، الباب السادس العقبة السادسة وهي عقبة القوادح، صـ١٦٥.

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

26