رأسه وقرَأَ سورةَ يس، فقال: يا أستاذُ لا تَقْرَأْ، فسَكَتَ؛ ثمّ لَقَّنَه، فقال: قُل: لا إله إلاّ الله، فقال: لا أقولُها؛ لأنّي منها بَريءٌ، وماتَ على ذلك؛ فدخل الفضيلُ منـزلَه وجعل يَبْكِي أربعين يومًا لَم يَخرُجْ من البيت، ثُمّ رآه في النّوم وهو يُسْحَبُ به إلى جهنّمَ، فقال: بِأيِّ شيء نَزَعَ اللهُ المعرفةَ منكَ، وكنتَ أعْلَمَ تلامذتي؟ قال: بثلاثةِ أشياء: أوّلُها: النَّمِيْمَةُ: فإنّي قلتُ لأصحابي بخلافِ ما قلتُ لك. والثّاني: الحسد: حَسَدْتُ أصحابي. والثّالثُ: كان بي علّةٌ فجئتُ إلى الطبيب فسألتُه عنها، فقال: تَشرَب في كلِّ سنةٍ قَدَحًا من خمر، فإن لم تَفعَل تَبْقَى بكَ العلّةُ، فكنتُ أشرَبُه([1]). نعوذ بالله من السّخْط الَّذي لا طاقةَ لنا به ونَستَغفِرُه من جميع سَيِّئاتنا، وفي "الدرّ المختار": ما ظَهَرَ من الْمُحْتَضَرِ