قال: نعم أبيعه بنسطاس عبد لأبي بكر.
وكان نسطاس صاحب عشرة آلاف دينار وغلمان وجوار ومواش وكان مشركًا حمله سيدنا أبو بكر رضي الله تعالى عنه على الإسلام على أن يكون ماله له فأبى، فأبغضه أبو بكر رضي الله تعالى عنه.
فلمّا قال أمية أبيعه: بغلامك نسطاس، اغتنمه أبو بكر رضي الله تعالى عنه، وباعه به.
فقال المشركون: ما فعل ذلك أبو بكر ببلال إلا ليد كانت لبلال عنده.
فأنزل الله عز وجل: ﴿وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُۥ مِن نِّعۡمَةٖ تُجۡزَىٰٓ١٩ إِلَّا ٱبۡتِغَآءَ وَجۡهِ رَبِّهِ ٱلۡأَعۡلَىٰ٢٠ وَلَسَوۡفَ يَرۡضَىٰ٢١﴾ [الليل: ١٩-٢١]، ﴿وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُۥ﴾ أي: عند أبي بكر، ﴿مِن نِّعۡمَةٖ تُجۡزَىٰٓ﴾ أي: من يد يكافئه عليها، ﴿إِلَّا ٱبۡتِغَآءَ وَجۡهِ رَبِّهِ ٱلۡأَعۡلَىٰ﴾، أي: لم يفعل ذلك مجازاة لأحدٍ ولا ليدٍ كانت له عنده لكن فعله ابتغاء وجه ربه الأعلى وطلب مرضاته[1].