بالطّيرِ، فإنّها تَغدو خِماصًا، ثُمَّ تَسرَح في طَلَب القُوت فتَروح بِطانًا، ويَصِل إلى الأشجارِ رزقُها من الماء والسَّماد بلا سعيٍ، وقد حُكِيَ أنّ فَرخ الغُراب عند خُروجه من بَيضَته يكون أبيَضَ، فيَكرَهه الغراب فيَترُكه ويَذهَب ويَبقَى الفرخ ضائعًا، فيُرسِل الله تعالى إليه الذباب والنّمل، فيَلتقِطهما إلى أن يَكبُر قليلاً ويَسودّ فيَرجِع إليه الغرابُ، فيَراه أسوَد فيَضُمُّه إلى نفسه فيَتعهَّده فهذا يَصِل إليه رزقُه بلا سعيٍ[1].
وقال سيّدنا الإمام أحمد رضا خان رحمه الله تعالى: إنّ معنى التّوكُّل أن يَترُك العبد الاعتماد على الأسباب لا أن يَترك الأسباب[2]. يعني: لا يَمنع التّوكّل عن الكسب ولا تُنافيه حَرَكَة الجوارح وهذا معنى التوكّل لا كما يظُنُّ الجهّال: أنّ معنى التوكّل: تَرْك الكسب بالبدن وترك التدبير بالقلب والسُّقوط على الأرض كالخِرقَة الْمُلقاة أو كلحمٍ على وَضَمٍ.