عنوان الكتاب: صفقة قصر الجنة

الأَكلة إلى قَصعتِها» فقال قائلٌ: ومن قلَّةٍ نحن يومئذ ؟ قال: «بل أنتم يومئذ كثيرٌ ولكنّكم غُثاءٌ كغثاء السّيلِ ولَيَنزعَنّ الله من صدور عدوِّكم الْمَهابَة منكم وليَقذِفنَّ الله في قلوبكم الوهن». فقال قائلٌ: يا رسول الله! وما الوهن ؟ قال: «حُبُّ الدنيا وكَراهِيَة الموتِ»[1].

وقال الشيخ أحمد يار خان النعيمي رحمه الله تعالى في شرح هذا الحديث: إنّ فِرَقَ الكفر وأمم الضَّلالة يَدعو بعضهم بعضًا إلى الاجتماع لـمُقاتلتكم وكَسرِ شَوكتِكم وسَلب ما مَلَكتموه من الدِّيار والأموال وقد حان هذا الوقت ؛ لأنَّ اليهود أعداءٌ للنَّصارى والنَّصارى أعداءٌ لليهود لكنَّهم اجتَمعوا اليومَ مع المشركين ويَدعو بعضهم بعضًا إلى قِتال المسلمين وكَسرِ شَوكتهم ليَغلِبوا عليهم كما يَدعو أَكَلَةُ الطعامِ بعضهم بعضًا إلى قَصعَتها أي: التي يَتناولون منها بلا مانعٍ ولا مُنازعٍ فيأكُلون عَفوًا صَفوًا كذلك يأخُذون ما في أيدِي المسلمين


 



[1] أخرجه أبو داود في "سننه"، كتاب الملاحم، ٤/١٥٠، (٤٢٩٧).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

34