بلا تَعَبٍ يَنالهم أو ضَرَرٍ يَلحَقهم أو بأسٍ يَمنعهم وليس ذلك التداعي والغلَبة لأجل قلّة بل أنتم يومئذ كثيرٌ عددًا ولكنَّكم غُثاءٌ كغثاء السَّيل ولَيُخرجنَّ الله من صدور عدوّكم المهابة منكم وليَرمينَّ الله تعالى في قلوبكم الوهنَ ومعنى الوهن: الضّعفُ أو الكسَل كما قال الله تبارك وتعالى في كتابه العظيم: ﴿حَمَلَتۡهُ أُمُّهُۥ وَهۡنًا عَلَىٰ وَهۡنٖ﴾ [لقمان: ٣١/١٤]. وقال جلّ شأنه في مقامٍ آخَر: ﴿رَبِّ إِنِّي وَهَنَ ٱلۡعَظۡمُ مِنِّي﴾ [مريم: ١٩/٤]. ووجه ذلك الوهن: حُبُّ الدنيا وكراهيةُ الموت ومَن جمعهما فلا يُمكنه أن يَقضي الحياة الكريمة واعلموا أنّ حُبَّ الدنيا وكراهيةََ الموت مُتلازِمان فكأنّهما شيءٌ واحدٌ[1].
[٦] عن حذيفةَ رضي الله عنه قال: سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول في خُطبتِه: «الخمرُ جماعُ الإثمِ، والنِّساءُ حَبائِل الشيطان، وحُبُّ الدنيا رأسُ كلِّ خَطيئةٍ»[2].