عنوان الكتاب: صفقة قصر الجنة

مُسوَّدٌ والبكاءُ في الدّار، فقلنا: ما فعَل الشابُّ ؟ قالوا: مات بالأمسِ، فأحضَرنا الغاسل فقلنا له: ما فعلتَ أنت غسَلته ؟ قال: نعم، قال مالكٌ: فحدِّثنا كيف صَنَعتَ ؟ قال: قال لي قبلَ الموتِ: إذا أنا مِتُّ وغسلتَني وكفَّنتَني اجعل هذا الكتاب بين كَفَني وبَدَني، فجعلتُ الكتاب بين كفنه وبدنه، ودَفَنتُه معه، فأخرج مالكٌ الكتاب، فقال الغاسِل: هذا الكتاب بعينه والذي قَبَضه، لقد جعَلتُه بين كفنه وبدنه بيديَّ، قال: فكَثُر البكاءُ، فقام شابٌّ فقال: يا مالك! خُذ منّي مئتَي ألفِ درهمٍ وَاضمَن لي مثل هذا، قال: هَيْهاتَ! كان ما كان وفات ما فات والله يفعل ما يشاء ويحكُم ما يريد، قال: فكان مالكٌ كلّما ذكَر الشابَّ بكى ودعا له[1]. رحِمَهُم الله تعالى وغَفَرَلنا بِهِم.

أيّها المسلمون: اعلموا أنّ لأولياءِ الله تعالى نُعوتًا ظاهرةً وأعلامًا شاهرةً وكان لهم شأنٌ عظيمٌ وهم يَتصرَّفون بإذن الله تعالى كيف يَشاءون قال سيّدنا رسول


 



[1] "روض الرياحين"، صـ٥٨-٥٩.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

34