عنوان الكتاب: صفقة قصر الجنة

الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ يسير الرّياء شركٌ، ومن عادى لله وليّا فقد بارَزَ الله بالمحاربةِ، إنّ الله يُحِبُّ الأبرار الأتقياء الأخفياء الذين إذا غابوا لم يُتفقَّدوا، وإن حضَروا لم يُدعَوا ولم يُعرَفوا، قلوبهم مصابيحُ الْهُدَى يَخرُجون من كلِّ غَبرَاءَ مُظلِمةٍ»[1].

أيّها المسلمون: ليس لِلسُّمعة والرّياء والشُّهرة عند الله قدرٌ ولا منزلةٌ، فالمقبول عنده هم الْمُخلصون الذين إن استأذنوا على الأُمراءِ لم يُؤذَن لهم، وإن خَطَبوا الْمُتنعِّمات لم يُنكَحوا، وإن غابوا لم يُفتقَدوا، وإن حضروا لم يُدعَوا، وإن طلَعوا لم يُفرَح بطَلْعَتهم، وإن مرِضوا لم يُعاوَدوا، وإن ماتوا لم يُشهَدوا، ولم يُبكَ عليهم، فينبغي ويتأكّد علينا: أن نَتأدّب معهم، وأن نَحترِز من الوُقوع في أعراضِهم ؛ لأنّ الرجل قد يَنطِقُ بكلمة من سُخطِ الله تعالى لا يُلقي لها بالاًَ يَسقُط بها في مَهاوِي هتك العِرض، ومن لا يقدِر أن


 



[1] "مشكاة المصابيح"، كتاب الرقاق، ٢/٢٦٩، (٥٣٢٨).

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

34