حيندئذٍ، ويدفن في بقيع الغرقد! وإذا عاد إلى البيت فلتكنْ رغبةُ العودة إلى تلك البقعة المباركة موجودة في القلب، وهو سعيدُ الحال في كلا الحالين، المهمّ! أنّ زائرَ الحرمين الشريفين صاحب فوائد عظيمة على جميع الأحوال، سواء مات في البلاد المباركة أو أثناء الطريق، أو عاد إلى البيت ولكنّ قلبه معلَّق بها، كما روي عن سيدنا جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنه، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قال: «هَذَا الْبَيْتُ دِعَامَةٌ مِنْ دَعَائِمِ الْإِسْلَامِ، فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ، أَوِ اعْتَمَرَ فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللهِ، فَإِنْ مَاتَ أَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ، وَإِنْ رَدَّهُ إِلَى أَهْلِهِ رَدَّهُ بِأَجْرٍ وَغَنِيمَةٍ»[1].
وعن سيدنا أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «مَنْ مَاتَ فِي أَحَدِ الْحَرَمَيْنِ بُعِثَ مِنَ الْآمِنِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ زَارَنِي مُحْتَسِبًا إِلَى الْمَدِينَةِ كَانَ فِي جِوَارِي يَوْمَ الْقِيَامَة»[2].
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال النبيُّ ﷺ: «مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَمُوتَ بِالْمَدِينَةِ فَلْيَمُتْ بِهَا، فَإِنِّي أَشْفَعُ لِمَنْ يَمُوتُ بِهَا»[3].
سبحان الله! ما هذه السعادة العظيمة للزائر والحاج، وكيف أنْ من مات في الحرمين الطيّبين فقد أدخله اللهُ تعالى الجنة، ورزقه شفاعة حبيبه المصطفى ﷺ يومَ القيامة إلى جانب مجاورته في الجنّة،