يسافرون إلى هناك أيضًا بالفعل، ولكنّهم لا يؤدُّون مناسك الحجّ على الرغم مِن استطاعتهم، وفي مقابل آخر تجد بعضَ الفقراء المعدومين المحبّين لرسول الله ﷺ يدعون اللهَ تعالى دائماً بزيارةِ الحرمين الشريفين ليلًا ونهارًا ويحرصون على الثّبات والاستقامة في ذلك؛ ويتضرَّعون إليه حتى يرزقهم الله تعالى الحجّ.
فمَنْ تشرَّف بهذه السعادةِ العظيمةِ فليَشكر اللهَ تعالى على حسن حظّه، وأنْ يتذكّر ذنوبه أثناءَ هذه الرحلة المباركة مقابل رحمة الله الواسعة، وأنْ لا يعتبر ذهابه لتلك البقاع كأي سفر عادي للنزهة أو السياحة، ولا يُضيع فيها وقتَه الثمين في أمور وأعمال لا فائدة فيها، بل حين يدخل حدودَ الحرم ينشغل بتلاوة القرآن الكريم، والعبادة والأعمال الصالحة، ويغتنم كلَّ لحظةٍ ودقيقةٍ؛ لأنّ ثوابَ الحسنةِ الواحدةِ في مكّة المكرّمةِ قدرُ مئة ألف حسنة كما روي عن سيدنا الحسن البصري رحمه الله تعالى: إنّ صومَ يومٍ فيها بمائة ألف يوم، وكذلك كلّ حسنة بمائة ألف[1].
لذا يجب علينا أيضًا أنْ نُشعِل في قلوبنا شمعةَ محبِّة المصطفى ﷺ دائمًا، وأنْ نُحيي في صدورنا شوقَ الحج وزيارة روضته الشريفة وقبره