عنوان الكتاب: فضائل الحج

لو رأيتم شخصًا تعرفونه داخلَ الروضة الشَّريفة فحاولوا غضَّ البصر عنه، ولو اضطررتُم إلى الحديثِ فلا تتجاوزُوا قدر الضرورة[1].

ثمّ قال المفتي أمجد علي رحمه الله تعالىٍ مضيفًا على ذلك: عندما تصلّون بالقرب من مرقد رسول الله فادخلوا إليه مِن جهة قدميه الشريفين، وقِفوا أمامَ المواجهة الشَّريفة بجانب الشبكة الذهبيّة مُطرقين للرؤوس، غاضين للأبصار، بعيون دامعة، وقلوب واجفة، نادمين على الذنوب، راجين فضل رسول الله وكرمه، واعلموا أنّ الرسول يستريح في قبره الشريف مستقبلَ القبلة، وعندما تحضرون من قدميه الشريفين سيلتفتُ إليكم التفاتًا مباشرًا، وذلك باعثٌ للسّرور لكم ومصدر لسعادتكم أيضًا في الدارين[2].

وقفوا أمامَ مواجهة رسول الله بعيدًا عنها مسافة مترَين على الأقلّ، واربطوا أيديكم كحالةِ القيام في الصلاة مستدبرين القبلة، فهذا هو الأدب وكما جاء في "الفتاوى الهندية: ثُمَّ يَدْنُو مِنْهُ ثَلَاثَةَ أَذْرُعٍ أَوْ أَرْبَعَةً وَلَا يَدْنُو مِنْهُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، وَلَا يَضَعُ يَدَهُ عَلَى جِدَارِ التُّرْبَةِ فَهُوَ أَهْيَبُ وَأَعْظَمُ لِلْحُرْمَةِ، وَيَقِفُ كَمَا يَقِفُ فِي الصَّلَاةِ وَيُمَثِّلُ صُورَتَهُ الْكَرِيمَةَ الْبَهِيَّةَ كَأَنَّهُ نَائِمٌ فِي لَحْدِهِ عَالِمٌ بِهِ يَسْمَعُ كَلَامَهُ[3].


 

 



[1] "بهار شريعت"، ١/١٢٢٣، تعريبًا من الإردية.

[2] "بهار شريعت"، ١/١٢٢٤، تعريبًا من الأردية.

[3] "الفتاوى الهندية"، ١/٢٦٥.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

28