تبارك وتعالى للطالب: فكيف تصنع بأخيك ولَم يبق من حسناته شيء ؟ قال: يا ربّ ! فليحمل من أوزاري)). قال: وفاضت عينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بالبكاء، ثُمّ قال: ((إنّ ذاك اليوم عظيم يحتاج الناس أن يحمل عنهم من أوزارهم، فقال الله تعالى للطالب: ارفع بصرك فانظر في الجنان فرفع رأسه ، فقال: يا ربّ ! أرى مدائن من ذهب وقصوراً من ذهب مكلّلة باللؤلؤ ، لأيّ نبـيّ هذا أو لأيّ صديق هذا أو لأيّ شهيد هذا ؟ قال: هذا لـمن أعطى الثمن ، قال: يا ربّ ! ومن يملك ذلك ؟ قال: أنت تملكه ، قال: بماذا ؟ قال: بعفوك عن أخيك قال: يا ربّ ! فإنّي قد عفوت عنه قال الله عزّ وجلّ: فخذ بيد أخيك فأدخله الجنة)). فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عند ذلك: ((اتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم فإنّ الله تعالى يصلح بين المسلمين))[1]. وأخيراً نريد أن نذكر من آداب الكلام وسننه؛ ليحرص المسلمُ على أدائها
[1] أخرجه أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري (ت ٤٠٥هـ) في "المستدرك على الصحيحين"، كتاب الأهوال، ٥/٧٩٥، (٨٧٥٨)، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.