ولماذا لا يكون هذا ورسول الله ﷺ بنفسه يحثّ الكبارَ على رحمة الصغار، والصغارَ على توقير الكبار: قال رسول الله ﷺ: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَلَمْ يُوَقِّرْ كَبِيرَنَا»[1].
لذلك يجب علينا العطف على الصغار، وتوقير الوالدين، والإخوة والأخوات الكبار، وعلماء أهل السنّة والجماعة، أمّا إذا كان الأمر يتعلّق بتعظيم النبيّ ﷺ وتوقيره فلا يجوز التقصير في ذلك بأيّ شكل من الأشكال، وإذا حاول الشيطان علينا بمنْعنا من تعظيمه من خلال الحيل والوساوس المختلفة، أو يعدّ ذلك شركًا أو كفرًا بوسوسته وحيله فيجب أنْ نحذر ذلك كيلا لا نقع في وساوسه أبدًا، ولا تنس! أنّ الشيطان اللّعين بسبب رفضه السجود لآدم عليه السلام صار منكرًا لتعظيم النبيّ عليه الصلاة والسلام وعاصيًا لله تعالى، وهو لن يرضى أنْ نُطيع اللهَ تعالى ونقترب إليه بتعظيم حبيبه ﷺ.
قال العلامة المفتي جلال الدين الأمجدي رحمه الله تعالى: تعظيمُ سيّدنا الرسول ﷺ ليس كفرًا ولا شركًا كما يظنّه بعض النّاس إنّما الكفر: هو جحود تعظيم النبي ﷺ وإنكاره، وهو كفر قد حدث أوّل مرّة بعد خلق الله للإنس، كما ذكر ربُّنا جلّ وعلا في كلامه