عنوان الكتاب: تعظيم سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوقيره

بِالْحُدَيْبِيَةِ مَا طُفْتُ بِهَا حَتَّى يَطُوفَ بِهَا رَسُولُ اللهِ ، وَلَقَدْ دَعَتْنِي قُرَيْشٌ إِلَى الطَّوَافِ بِالْبَيْتِ فَأَبَيْتُ[1].

سبحان الله! هذا توقير عجيب وغريب، وهكذا ينبغي أنْ يكون سيّد الأقوام كسيّدنا رسول الله وخادمهم كـخادمه عثمان بن عفّان رضي الله تعالى عنه.

أيها الأحبّة! إنّ هذه القصّة الإيمانيّة تدلّ على الحبّ الهائل والاحترام الشديد مِن سيدنا عثمان بن عفّان رضي الله عنه لرسول الله ، وأنّ الكفار قدّموا له عرضًا وأنْ يستطيع أنْ يطوف الكعبة المشرّفة وحده، ولكنّه رفض طوافها دون سيّده الحبيب المصطفى تعظيمًا وتوقيرًا له صلوات ربّي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه.

توقير الصحابة لسيّدنا رسول الله

ذات مرّة أتى عُروَة بن مسعود رضي الله تعالى عنه إلى النبيِّ وذلك قبل أنْ يُسلِم، فجَعَلَ يَرْمُقُ أَصْحَابَ النَّبِيِّ بِعَيْنَيْهِ -وهم يعزّرونه ويحترمونه ويوقّرونه،- فَرَجَعَ عُرْوَةُ بن مسعود إِلَى أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: أَيْ قَوْمِ! وَاللهِ! لَقَدْ وَفَدْتُ عَلَى المُلُوكِ، وَوَفَدْتُ عَلَى قَيْصَرَ، وَكِسْرَى، وَالنَّجَاشِيِّ، وَاللهِ! إِنْ رَأَيْتُ مَلِكًا قَطُّ يُعَظِّمُهُ أَصْحَابُهُ مَا يُعَظِّمُ


 

 



[1] "صحيح البخاري"، كتاب المغازي، باب غزوة الحديبية، ۳/۷۰، (۴۱۵۶)، ملخصًا.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

27