أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ ﷺ مُحَمَّدًا، وَاللهِ! إِنْ تَنَخَّمَ نُخَامَةً إِلَّا وَقَعَتْ فِي كَفِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ، فَدَلَكَ بِهَا وَجْهَهُ وَجِلْدَهُ، وَإِذَا أَمَرَهُمْ ابْتَدَرُوا أَمْرَهُ، وَإِذَا تَوَضَّأَ كَادُوا يَقْتَتِلُونَ عَلَى وَضُوئِهِ، وَإِذَا تَكَلَّمَ خَفَضُوا أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَهُ، وَمَا يُحِدُّونَ إِلَيْهِ النَّظَرَ تَعْظِيمًا لَهُ[1].
وعن سيّدنا عونِ بن أَبِي جُحَيفَةَ رضي الله تعالى عنه عن أبيه قال: أَتَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ وَهُوَ فِي قُبَّةٍ حَمْرَاءَ مِنْ أَدَمٍ، وَرَأَيْتُ بِلَالًا أَخَذَ وَضُوءَ النَّبِيِّ ﷺ وَالنَّاسُ يَبْتَدِرُونَ الوَضُوءَ، فَمَنْ أَصَابَ مِنْهُ شَيْئًا تَمَسَّحَ بِهِ، وَمَنْ لَمْ يُصِبْ مِنْهُ شَيْئًا، أَخَذَ مِنْ بَلَلِ يَدِ صَاحِبِهِ[2].
أيّها الأحبّة! إنّ محبّة النبي ﷺ لدى أصحابه شديدة وقويّة لا يوازيها حبّ أحدٍ بعدهم، فلقد أحبّ الصحابة رضي الله عنهم الرسولَ ﷺ حُبًّا فاق كلّ حبّ ولا يوجد له مثال لهم في حبّهم له ﷺ في هذا العالم.
وقام هؤلاء الصحابة الإجلاء رضوان الله تعالى عليهم من خلال شخصيتهم وسلوكهم وأدبهم إلى يوم القيامة بتعليم المسلمين، بأنّه كيف ينبغي لكلّ شخصٍ من أمّته تعظيم وتوقير نبيّه ﷺ؟