وَأَرْبَعُمِائَةٍ، وَسَاقَ الهَدْيَ مَعَهُ سَبْعِينَ بَدَنَةً؛ لِيَعْلَمَ النَّاسُ أَنَّهُ إِنَّمَا جَاءَ زَائِرًا لِلْبَيْتِ.
فَلَمَّا بَلَغَ عُسْفَانَ لَقِيَهُ بُسْرُ بْنُ سُفْيَانَ الكَعْبِيُّ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! هَذِهِ قُرَيْشٌ قَدْ سَمِعُوا بِمَسِيرِكَ.
فَاجْتَمَعُوا بِذِي طُوًى يَحْلِفُونَ بِاللهِ لَا تَدْخُلُهَا عَلَيْهِمْ أَبَدًا.
ثُمَّ خَرَجَ عَلَى غَيْرِ الطَّرِيقِ الَّتِي هَمَّ بِهَا حتّى نزل بوادي الحديبيّة، وبعد نزول النبي ﷺ بالحديبيّة فزعت قريش لنزوله عليهم، فأحبّ رسول الله ﷺ أنْ يبعث إليهم رجلًا من أصحابه، فدعا عمر بن الخطّاب رضي الله عنه ليبعثه إليهم، فقال: يا رسول الله! إنّي لا آمنهم، وليس بمكّة أحد من بني كعب يغضب لي إنْ أوذيتُ فأرسل عثمان بن عفّان (رضي الله عنه)، فإنّ عشيرته بها وإنّه مُبَلِّغٌ لَكَ مَا أَرَدْتَ.
فدعا رسول الله ﷺ عثمان بن عفّان رضي الله عنه فأرسله إلى قريش، وقال: أخبرهم أنا لم نأت لقتال، وإنّما جئنا عمّارًا، واستأذنهم فأذنوا له ولكن أبَوْا أنْ يأذنوا لهم وحبسوه في مكّة ثلاثة.
عندما رَجَعَ إِلَيْهِمْ سيدنا عُثْمَانُ بن عفان رضي الله تعالى عنه قال المسلمون له: اشْتَفَيْتَ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ! مِنَ الطَّوَافِ بِالْبَيْتِ؟
فقال سيّدنا عُثْمَانُ بن عفان رضي الله عنه: بِئْسَ مَا ظَنَنْتُمْ بي، فوالّذي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ مَكَثْتُ بِهَا مُقِيمًا سَنَةً وَرَسُولُ اللهِ ﷺ مُقِيمٌ