المجيد: ﴿وَإِذۡ قُلۡنَا لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ ٱسۡجُدُواْ لِأٓدَمَ فَسَجَدُوٓاْ إِلَّآ إِبۡلِيسَ أَبَىٰ وَٱسۡتَكۡبَرَ وَكَانَ مِنَ ٱلۡكَٰفِرِينَ ٣٤﴾ [البقرة: ۳۴].
قال الإمام النسفي رحمه الله تعالى في تفسير ﴿كَانَ مِنَ ٱلۡكَٰفِرِينَ ٣٤﴾ وصار من الكافرين بإبائه واستكباره وردّه الأمر، لا بترك العمل بالأمر؛ لأنّ ترك السجود لا يخرج من الإيمان ولا يكون كفرًا عند أهل السنّة[1].
فعُلم من هذه الآية الكريم أنّ جحود تعظيم النبيِّ ﷺ هو أوّل كفر حدث بعد خلق الله للإنس.
أيها الأحبّة! وعلى ضوء هذه الآية المباركة وتفسيرها اتّضح من أنّ رفض إبليس السجود تعظيمًا لآدم عليه السلام كان منه كفرًا لجحوده ما أمر الله به، فلذا لا ينبغي لنا التقصير في أيّ جهة فيها تعظيم النّبيّ وتوقيره ﷺ أبدًا.
كذلك اتّضح لنا: أنّ السجود لغير الله تعالى على جهة التعظيم كان في الشرائع السابقة جائزًا، ولكنّه في شريعة سيّدنا محمّد المصطفى ﷺ لا يجوز مطلقًا.
فعن سيّدتنا عائشة الصدّيقة رضى الله تعالى عنها، أنّ رسول الله ﷺ كان في نفَرٍ من المهاجرين والأنصار، فجاءَ بعيرٌ فسَجَدَ له.