عنوان الكتاب: تعظيم سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوقيره

قال ابن أبي أويس إسماعيل رحمه الله: فقيل لمالك في ذلك، فقال: أحبّ أنْ أعظّم حديثه ولا أحدّث به إلّا على طهارة متمكّنًا[1].

وكان الإمام البخاري رحمه الله تعالى يحترم ويقدّر أحاديث سيدنا رسول الله بشكل عجيبٍ أيضًا، كما قال رحمه الله تعالى: مَا كتبتُ فِي كتاب الصَّحِيح حَدِيثًا إلّا اغْتَسَلتُ قبل ذَلِك وَصلّيتُ رَكعَتَين[2].

سبحان الله! هل لاحظتم أيها الأحبّة الأكارم!؟ كم كان سلفنا الصالح رحمهم الله تعالى يقدّرون ويتأدّبون مع الأحاديث النبويّة الشريفة، وكان سيّدنا سعيد بن المسيّب رحمه الله تعالى لا يسمح له قلبه أنْ يحدثّ عن رسول الله شيئًا وهو مضطجع، والإمام البخاري رحمه الله تعالى لا يعجبه أنْ يضع حديثًا في صحيحه دون أنْ يغتسل ويصلّي ركعتين قبله، والإمام مالك بن أنس رحمه الله تعالى لا يسرّه أنْ يحدّث عن رسول الله دون طهارةٍ أي: دون اغتسال وتطيّب ولبس أحسن الملابس،  وأَلِف مكانًا خاصًّا أو كرسيًّا معيّنًا يقيم فيه درس الحديث الشريف، والطلّاب يجتمعون عليه لاستماعه تعظيمًا لحديث .

على الرغم من أنّه لم يمنع القرآن ولا الرسول من قراءة الحديث لنفسه أو على الناس مستلقيًا، وكذا لم يرد الأمر من القرآن أو السنّة


 

 



[1] "سبل الهدى والرشاد"، الباب التاسع في سيرة السلف، ۱۱/۴۴۲، ملتقطًا.

[2] "فتح الباري"، المقدّمة، الفصل الأول في بيان السبب الباعث...إلخ، ۱/۱۰.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

27