عنوان الكتاب: تعظيم سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوقيره

بقراءة الحديث على وضوء أو بعد غسل وأداء ركعتين، أو بعد التطيّب ولبس ثياب جديدة أو تخصيص مكان للقراءة، ولا على كرسي أو نحوه، مع ذلك هذه الشخصيّات العظيمة مثل: سعيد بن المسيّب، والإمام مالك، والإمام البخاري رحمهم الله الذين كانوا على دراية كاملة بالأحكام والعقائد الإسلاميّة ومقاصدها، وإلى يوم هذا، العالم كلّه يعرفُهم ويعترف بقدرهم وعظمتهم، وقد فعلوا ما ذكرناه عند قراءتهم للحديث الشريف تعظيمًا للنبي ، وظهر بوضوح أنّه يكفي أن تكون الطريقة في التبجيل مباحة محمودة يظهر به تعظيم النبي وتوقيره .

وقد ذكر القاضي عياض المالكي رحمه الله تعالى فصلًا مستقلًّا قال فيه: ومِن إِعظامِهِ وإكبارِهِ إعظامُ جميعِ أسبابِهِ وإكرامُ مَشاهِدِهِ وأمكِنَتِهِ مِن مكّةَ والمدينةِ، ومَعاهِدِهِ  وما لَمَسَهُ أو عُرِف به، ورؤي سيّدُنا عبدُ الله بن عُمَرَ رضي الله تعالى عنهما وَاضِعًا يَدَهُ عَلَى مَقْعَدِ النَّبِيِّ مِنَ الْمِنْبَرِ ثُمَّ وضعها على وجهه، وَلِهَذا كان سيدنا الإمام مالك بن أنس رحمه الله تعالى لَا يَرْكَبُ بالمدينة المنورّة دابةً وكان يقول: أستحيي مِنَ اللهِ أَنْ أَطَأَ تُرْبَةً فِيهَا رَسُولُ الله بِحَافِرِ دَابَّةٍ[1].

صلوا على الحبيب!       صلى الله على سيدنا محمد


 

 



[1] "الشفا بتعريف حقوق المصطفى"، الباب الثالث في تعظيم أمره ووجوب توقيره ..إلخ، ۲/۵۶-۵۷، ملتقطًا.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

27