عنوان الكتاب: فضائل الصدقات

المستشفى فأنا مَنْ ساعدها وقدّم لها الدواء!، أنا زوّجتُ بنتك، ولكنّك نسيتَ كلّ إحساني إليك وما إلى ذلك، تذكّر! أنّ في مثل هذه الأمور خسارة كبيرة؛ لأنّك قد أعطيتَ المال بالفعل، فلا تضيّع أجرك بالإهانة والامتنان عليه حيث قال الله تعالى في سورة البقرة: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُبۡطِلُواْ صَدَقَٰتِكُم بِٱلۡمَنِّ وَٱلۡأَذَىٰ [البقرة: ۲۶۴].

قال الإمام النسفي رحمه الله تعالى في تفسير هذه الآية: أي: لا تبطلوا ثواب صدقاتكم بالْمَنّ والأذى كإبطال المنافق الّذي ينفق ماله رئاء النّاس، ولا يريد بإنفاقه رضا الله ولا ثواب الآخرة [1].

ثلاثة أشياء مهمة

لقد اتّضح لنا ممّا سبق أنّه من المهمّ جدًّا مراعاة ثلاثة أشياء عند الصدقة:

(۱) عدم اتّباع الصدقة بالمنّ.

(۲) وعدم كسر خاطر المتصدّق عليه بالأذى.

(۳) والصدقة بإخلاص لوجه الله تعالى.

لذلك يجب أنْ يعتبر ويتيقّظ كلَ من يجرح مشاعر المسلمين ويمتنّ عليهم أو يؤذيهم فيقع في آفةِ الرياء والمنّ والأذى للمؤمنين، ولْيعلم أنّه لا يعطي منه بل مِن فضل الله عليه ولو شاء الله لقلب حاله فابتلاه بالفقر والحاجة! فينبغي مراعاة الأمور الثلاثة السابقة


 

 



[1] "تفسير النسفي"، ۱۳۷، [البقرة: ۲۶۴].




إنتقل إلى

عدد الصفحات

32