أنْ يكون لديهم مال لينفقوه في سبيل الله تعالى، وقد ذكر الحديث عن هؤلاء المحظوظين وأنّهم سيكونون في أفضل المنازل، فيا ليتنا نكون معهم في ركبهم وفعلهم مرزوقين ننفق أموالنا في سبيل الله طوعًا متّبعين خطى سلفنا الصالح، فقد كان السلف الصالح رحمهم الله يحرصون كلّ الحرص على الصدقات فإذا جاءهم سائل لم يردّوه خائبًا وإن لم يبق لديهم شيء ممّا يقدّمونه له، فإنّهم يتوكّلون على الله فينفقون حتّى ما يحتاجون إليه أيضًا، وإليكم بعض القصص الإيمانيّة في هذا الصدد.
اشتريتُ له بيتًا في الجنّة
قال سيدنا السري بن يحيى رحمه الله تعالى: قَدِمَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ وَقَدْ بَاعَ مَا كَانَ لَهُ بِهَا وَهَمَّ بِسُكْنَى الْبَصْرَةِ وَمَعَهُ عَشَرَةُ آلَافِ دِرْهَمٍ، فَلَمَّا قَدِمَ الْبَصْرَةَ وَهَمَّ بِالْخُرُوجِ إِلَى مَكَّةَ هُوَ وَامْرَأَتُهُ سَأَلَ لِمَنْ يُودِعُ الْعَشَرَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ؟
فقيل: لحبيبٍ أبي محمّدٍ رحمه الله، فَأَتَاهُ فقال له: إِنِّي حَاجٌّ وَامْرَأَتِي وَهَذِهِ الْعَشَرَةُ الْآلَافِ دِرْهَمٍ أَرَدْتُ أَنْ أَشْتَرِيَ بِهَا مَنْزِلًا بِالْبَصْرَةِ، فَإِنْ وَجَدْتَّ مَنْزِلًا وَيخِفُّ عَلَيْكَ أَنْ تَشْتَرِيَ لَنَا بِهَا فَافْعَلْ، وَسَارَ الرَّجُلُ إِلَى مَكَّةَ فَأَصَابَ النَّاسَ بِالْبَصْرَةِ مَجَاعَةٌ فَشَاوَرَ سيدنا حَبِيبٌ رحمه الله تعالى أَصْحَابَهُ أَنْ يشْتَرِيَ بِالعَشَرَةِ آلَافٍ دَقِيقًا وَيَتَصَدَّقُ بِهِ.
فقالوا له: إِنَّمَا وَضَعَهَا لِتَشْتَرِيَ بِهَا مَنْزِلًا.