أيها الإخوة الأعزّاء! إنّ المتاجرة أو البيع والشراء فعل حسن ومباح، ولذا كان أصحاب الحبيب المصطفى ﷺ يبيعون ويشترون فيما بينهم ويتاجرون بالملابس وغيرها، وكذلك كان السلف الصالح يمارسون الأعمال التّجارية من بعدهم، ولكنّهم ما كانوا يخرجون عن القواعد التّجاريّة التي أجازها الإسلام، قال الله تعالى في سورة النساء: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَأۡكُلُوٓاْ أَمۡوَٰلَكُم بَيۡنَكُم بِٱلۡبَٰطِلِ إِلَّآ أَن تَكُونَ تِجَٰرَةً عَن تَرَاضٖ مِّنكُمۡ﴾ [النساء: ۲۹].
قال الإمام ابن حجر الهيتمي رحمه الله تعالى: فبيّن اللهُ أنّ التجارةَ لا تُحمَدُ ولا تَحِلُّ إلّا إنْ صَدرَتْ عن التراضي مِن الجانبَين، والتراضي إنّما يَحصُلُ حيث لم يكن هناك غشٌّ ولا تدليسٌ، فعلى مَن أراد رضا الله ورسوله ﷺ وسلامةَ دينِه ودُنياهُ ومُرُوءتِه وعرضِه وأُخراهُ أنْ يَتحرّى لدينِه، وأنْ لا يبِيعَ شيئًا مِن تلك البيوع المبنِيّة على الغشِّ والخدِيعَة[1].
أهمية الكسب الحلال
أيها الإخوة! معلوم أنّ السعي في طلب الرزق الحلال للوالدين والإخوة والأخوات والزوجة والأطفال هو حاجة إنسانيّة، وقد حثَّنا القرآن الكريم على العمل والسعي والاجتهاد لكسب الرزق الحلال في أماكن مختلفة حتّى سمّى الله تعالى طلب الرزق عن طريق التجارة