ابتغاء من فضله سبحانه وتعالى، وأمر بطلبه حيث قال الله تعالى: ﴿وَجَعَلۡنَا ٱلنَّهَارَ مَعَاشٗا ١١﴾ [النبإ: ۱۱]، وقال الله تعالى في مكان آخر: ﴿فَإِذَا قُضِيَتِ ٱلصَّلَوٰةُ فَٱنتَشِرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَٱبۡتَغُواْ مِن فَضۡلِ ٱللَّهِ وَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ كَثِيرٗا لَّعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ ۱۰﴾ [الجمعة: ۱۰].
فضل الكسب الحلال
عن سيدنا كعب بن عُجرةَ رضي الله تعالى عنه قال: مَرَّ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ رَجُلٌ، فَرَأَى أَصْحَابُ النَّبِيِّ ﷺ مِنْ جَلَدِهِ ونَشَاطِهِ مَا أَعْجَبَهُمْ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ! لَوْ كَانَ هَذَا فِي سَبِيلِ اللهِ!
فقال رسول الله ﷺ: «إِنْ كَانَ خَرَجَ يَسْعَى عَلَى وَلَدِهِ صِغَارًا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَإِنْ خَرَجَ يَسْعَى عَلَى أَبَوَيْنِ شَيْخَيْنِ كَبِيرَيْنِ فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَإِنْ كَانَ يَسْعَى عَلَى نَفْسِهِ يَعِفُّها فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَإِنْ كَانَ خَرَجَ رِيَاءً وتَفَاخُرًا فَهُوَ فِي سَبِيلِ الشَّيْطَانِ»[1].
أيها الإخوة الكرام! هذا حديث واضح في بيان أهمية الخدمة للوالدين ورعاية الأبناء وجعل سيدنا النبي الكريم ﷺ هذا السعي بهذا القصد من الجهاد في سبيل الله تعالى، وهذا يعلّمنا أنّ التجار والموظّفين والعمّال الذين يقومون بأعمالهم وهم متخلّقون بالصدق والعدل والأمانة مع مراعاة الحلال والحرام بأنّهم محبوبون عند الله