قَالَ سيّدنَا مُعَاذٌ رَضِيَ اللهُ تعالى عنه: سَمِعْتُ الْقَومَ وأَبُو جَهْلٍ فِي مِثْلِ الْحَرَجَةِ وهُمْ يَقُولُونَ: أَبُو الْحَكَمِ لا يُخْلَصُ إِلَيْهِ ، قالَ: فَلَمّا سَمِعْتُهَا جَعَلْتُهُ مِنْ شَأْنِي فَصَمَدْتُ نَحْوَهُ فَلَمّا أَمْكَنَنِي حَمَلْتُ عَلَيْهِ فَضَرَبْتُهُ ضَرْبَةً أَطَنَّتْ قَدَمَهُ بِنِصْفِ سَاقِهِ فَوَ اللهِ ! ما شَبَّهْتُهَا حِيْنَ طَاحَتْ إِلاَّ بِالنَّوَاةِ تَطِيْحُ مِنْ تَحْتِ مِرْضَخَةِ النَّوَى حِيْنَ يُضْرَبُ بِهَا ، قالَ: وضَرَبَنِي اِبْنُهُ عِكْرِمَةُ [وأَسْلَمَ بَعْدَ ذَلِكَ] عَلَى عَاتِقِي فَطَرَحَ يَدِي فَتَعَلَّقَتْ بِجِلْدَةٍ مِنْ جَنْبِي ، وأَجْهَضَنِي الْقِتَالُ عَنْهُ فَلَقَدْ قَاتَلْتُ عَامَّةَ يَوْمِي، وإِنِّي لَأَسْحَبُها خَلْفِي ، فَلَمّا آذَتْنِي وَضَعْتُ عَلَيْها قَدَمِي ، ثُمَّ تَمَطَّيْتُ بِهَا عَلَيْها حَتَّى طَرَحْتُهَا. قالَ القَاضِي أَبُو الْفَضْل عِياضُ بنُ مُوْسَى: وزَادَ اِبْنُ وَهْبٍ فِي رِوايَتِهِ: فَجاءَ يَحْمِلُ يَدَهُ فَبَصَقَ عَلَيْها رسولُ الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم فَلَصِقَتْ. قالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: ثُمّ عَاشَ بَعْدَ ذَلِكَ حَتَّى كانَ زَمَنُ عُثْمَانَ([1]).