كيف يمكن إصلاح الشباب؟
في بداية انطلاق مركز الدعوة الإسلامية كان الداعية الكبير فضيلة الشيخ محمّد إلياس العطّار القادري حفظه الله تعالى عائدًا إلى منزله ماشيًا في وقتٍ متأخّرٍ من اللّيل بعد الخطاب الدَّعوي، وكان يُرافقُه شخصان آخران، وفي طريق العودة لاحظوا بعض الشباب الذين يجلسون على الرَّصيف وهم مشغولون في الحديث فيما بينهم، وكان يبدو مِن مَظهرهم أنّهم ليسوا على مستوى يليق بالأخلاق الحسنة.
رغم هذا المظهر المريب بدأ سماحةُ الشيخ حفظه الله تعالى يقترب منهم ليمرّ بجانبهم، وفجأةً قام أحد الشباب بقذفه ببصاق التنبُول ممّا أدّى لتوسيخ ثيابه، وعلى الرغم مِنْ هذا العمل المسيئ لدرجة كبيرة، إلّا أنّ سماحة الشيخ لم يغضب على الشاب ولم يبدي أيّ شيءٍ لنفسه؛ وهكذا الْمُبّلغ يجب أنْ يكون مُتّصفًا بالأخلاق العالية وأنْ لا يَغضب لنفسه أبدًا، وعليه أنْ يدعو النّاسَ بحكمةٍ ولطفٍ، فالشيخ محمّد إلياس العطّار القادري حفظه الله تعالى مَثلًا بهذا التصرّف الحكيم استطاع أنْ يظهر للشاب مثالًا رائعًا عن التحمّل والرحمة، وأنْ يظهر له قوّةَ الشخصيّة في التعامل مع المواقف الصعبة، فاقترب الشيخ حفظه الله من الشاب وسلّم عليه بكلّ لطفٍ، ثمّ قال له بكلّ وُدٍّ وحنانٍ: أخي الكريم! ماذا حصلتَ بالبصاق عليَّ؟
فردّ الشابُ المشاغبُ بسُخرية قائلًا: "أرتاحُ بمُضايقة علماء الدين".