المقرّبين عنده، وأنْ يجعلنا مِن الذين يشتاقون للقاء الحبيب ﷺ، كما نسأله تعالى أنْ يجعلنا محبّين حقيقين مقتدين بسُنّته وهديه ﷺ.
صلوا على الحبيب! صلى الله على سيدنا محمد
الأساس الثالث للمجتمع الإسلامي: العلم بالدِّين
أيّها الأحبّة الكرام! الأساس الثالث لبناء المجتمع الإسلامي الحقيقي هو: تعلّم أحكام الدِّين الإسلامي، قال الله عزّ وجلّ: ﴿قُلۡ هَلۡ يَسۡتَوِي ٱلَّذِينَ يَعۡلَمُونَ وَٱلَّذِينَ لَا يَعۡلَمُونَ﴾ [الزمر: ٩].
تخيّلوا أيها الأحبّة الكرام! لو وجدنا أنفسنا في مدينةٍ يسكنها أشخاصٌ عميان، هل يمكن أنْ تتطوّر هذه المدينة؟ كلّا، لا يمكن أنْ يكتفى المجتمع بمجرّد العيش، بل يجب أنْ يسعى للتطوّر والتقدّم، وهذه الحالة مثال لصاحب العلم والجاهل، حيث لا يمكن أنْ يتحسَّن المجتمع إلّا بالعلم إذا تمّ نشر العلوم الشرعيّة، وصعب جدًّا أنْ يصبح المجتمع مثاليًّا ولم يُكرَّس اهتمامه لنشر العلوم وتعليمها، ولو نظرنا إلى مجتمعاتنا لوجدناها تفتقر للعلوم الشرعيّة، وهذا هو السبب الكبير وراء غياب الحضارة والثقافة والأدب والأخلاق واحترام حقوق الآخرين في تلك المجتمعات، وهذا يشير إلى أنّ الإصلاح والتقدّم لا يمكن أنْ يتحقّق بدون العلوم الشرعيّة.
وهنا نتحدّث عن التقدّم الديني والدنيوي معًا، وليس عن التقدّم الدنيوي البعيد عن الدِّين والشريعة! فلا اعتبار لأيّ تقدّم إذا كان خاليًا