حفظه الله، فازداد عَجبُهم، وبعد انتهاء الاجتماع بدأ الشيخ يدعو الله بتضرُّعٍ وابتهالٍ، وشارك هؤلاء الشباب التأمين على الدعاء وغلب على بعضهم البكاء، وتابوا إلى الله توبةً صادقةً وانشغلوا بإصلاح نفوسهم، بل صار بعضُهم ممّن يقوم بدعوة الآخرين إلى الخير والإصلاح.
نسأل الله سبحانه وتعالى أنْ يغمر شيخنا حفظه الله برحمته وأنْ يرزَقه عُمرًا مديدًا مع الصحّة والسلامة، فقد تعامل مع الفعل المزعج والمسيء بحكمةٍ وتواضعٍ وصبرٍ وموعظةٍ حسنةٍ، ولم يتعارك مع أولئك الشباب أو يردّ عليهم بسوءٍ، بل عاملهم أحسن معاملةٍ بفضل الله تعالى وبركة استقامته وشهوده لعجزه وتواضعه وشفقته على إصلاح المجتمع، ومع تعرّضه للأذى لم يغضب، بل عكف بنفسه على إصلاحهم ودعاهم إلى الخير فورًا اغتنامًا للفرصة المتاحة، وأجابهم بلطفٍ وشفقةٍ بدلًا من السهام السامّة؛ كالسخرية.
صلوا على الحبيب! صلى الله على سيدنا محمد
التعامل مع الآخرين بحسن الخلق
أيها الإخوة الأكارم! إنّ الداعيَ الصادق الناجح هو مَنْ يغتنم الفرص دائمًا لنشر الخير والهداية، ويتعامل مع الناس بلطفٍ ورحمةٍ، فعندما يدعو الناس بمحبّة ويتحلّى بالأخلاق الحميدة فإنّ لذلك تأثيرًا كبيرًا في نفوس الآخرين؛ كما قال الله سبحانه وتعالى في سورة الذاريات: ﴿وَذَكِّرۡ فَإِنَّ ٱلذِّكۡرَىٰ تَنفَعُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٥٥﴾ [الذاريات: ٥٥].