يقول المفسّر شهاب الدّين محمود بن عبد الله الألوسي رحمه الله في تفسير قوله تعالى ﴿فَإِنَّ ٱلذِّكۡرَىٰ تَنفَعُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٥٥﴾: أي: الّذين قدّر الله تعالى إيمانهم، أو المؤمنين بالفعل فإنّها تزيدهم بصيرةً وقوّةً في اليقين[1].
أيها الأحبّة! يتّضح لنا مِن ذلك أنّ الأعمال الدعويّة يجب أنْ تستمّر مهما كانت الأحوال والظروف صعبة، فالجهود المخلصة في الدعوة إلى الخير والإصلاح هي عملٌ مباركٌ ومؤثّرٌ، وستظهر ثمارها بكلّ تأكيدٍ، عاجلًا أم آجلًا.
إصلاح المجتمع هو مقصدٌ أساسيٌّ للدِّين
أيُّها الإخوة الأكارم! إنّ إصلاحَ المجتمع هو أحد أهمّ المقاصد الأساسيّة للدِّين؛ كما قال الله سبحانه وتعالى في سورة إبراهيم: ﴿الٓرۚ كِتَٰبٌ أَنزَلۡنَٰهُ إِلَيۡكَ لِتُخۡرِجَ ٱلنَّاسَ مِنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ بِإِذۡنِ رَبِّهِمۡ إِلَىٰ صِرَٰطِ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡحَمِيدِ ١﴾ [إبراهيم: ١].
فهذه الآية الكريمة تُبيّن بوضوحٍ بأنّ مِنْ أهمّ أهداف نزول القرآن الكريم: هو إخراج النَّاسِ مِنْ ظلمات الكفر إلى نور الإيمان، ومِنْ ظلمات الذُّنوب إلى نور الخيرات والفضائل، ومِنْ ظلمات الجهل إلى نور المعرفة الدينيّة، ومِنْ ظلمات الأخلاق السيّئة إلى نور الأخلاق العالية والتصرّفات الحسنة، ومِنْ ظلمات الشهوات النفسيّة إلى نور الطاعة