[١١١]: وأن يعلم أنّ في القناعة أطيب العيش، فمن كثر طعمه وحرصه، كثرت حاجته إلى الناس، وقد قيل: «الحرص مفتاح الذلّ».
[١١٢]: وإنّ القناعة صفة من صفات الأنبياء الكرام عليهم الصلاة والسلام، وفي القناعة راحة النفس، قد قيل: «القناعة مفتاح الراحة».
[١١٣]: والقناعة الاقتصار على اليسير من الأغراض المحتاج إليها، والصبر بما قدّر، وقسم، قد قيل: «فإنّ الصبر مفتاح الفرج»[1].
[١١٤]: وأن يعلم أنّ سخط الله من أعظم الآفات، وأشدّها خطراً، وأقبحها.
[١١٥]: وقد يكون الغرض من السؤال الفتنة، فإنّ السائل قد يسأل عن مسألة، وليس مراده الجواب، ولكن مراده الطعن في شخص معيّن، أو جمعية معيّنة، ومن هنا أنبّه على مسألة، ينبغي أن يتفطّن لها المفتي، فإذا جاءك رجل، وقال لك: الرجلُ فلان يقول بكذا وكذا، أنت تفتي بماذا؟ أو الشيخ يرى كذا وكذا، أنت ترى ماذا؟ فعليك أن تكون حذراً لبيباً، وإيّاك أن تجيبه، وقل له: لا تسألني عن شخص بعينه، ولكن سلني عن المسألة.