ليلةُ القَدْرِ، عَظِيْمَةُ القَدْرِ ولها الشَّرَفُ الأَعْظَمُ، ويَغْفِرُ اللهُ فيها لِكُلِّ أَحَدٍ، إلاّ لِمُدْمِنِ الْخَمْرِ، وعاقٍّ لِوَالدَيْهِ، وقَاطِعِ رَحِمٍ، ومُشَاحِن.
أخي الحبيب:
ألا يَكْفِيْ هذا الكَلاَمُ في الْخَوْفِ من الله تعالى، حَيْثُ إنّ الأَرْبَعَةَ لا يُغْفَرُ لَهُمْ في لَيْلَةِ القَدْرِ، فيَنْبَغِي على كُلِّ واحِدٍ أَنْ يَتُوْبَ إلى الله من الذُّنُوْبِ، وَالْمَعاصي، تَوْبَةً نَصُوْحًا، ويُؤَدِّي الْحُقُوقَ إلى أَهْلِها، فإنّ اللهَ تعالى، ذُو فَضْلٍ عَظِيْمٍ.
رفع معرفة ليلة القدر لتلاحي الناس:
عن سيدِنا عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِت رضي الله تعالى عنه قال: خَرَجَ النَّبِيُّ الْمُصْطَفَى صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم، لِيُخْبِرَنا بلَيْلَةِ القَدْرِ، فتَلاَحَى رَجُلاَن من الْمُسْلِمِيْنَ، فقال: «خَرَجْتُ لأُخْبِرَكُم بلَيْلَةِ القَدْرِ، فتَلاَحَى فُلاَنٌ وفُلاَنٌ، فرُفِعَتْ، وعَسَى أَنْ يَكُوْنَ خَيْرًا لَكُمْ، فالْتَمِسُوْهَا في التَّاسِعَةِ، والسَّابِعَةِ، والْخَامِسَةِ»[1].
أخي الحبيب:
إنّ في هذا الْحَدِيْثِ الشريف عِبْرَةٌ ومَوْعِظَةٌ حَيْثُ إنّ الْحَبِيْبَ الْمُصْطَفَى صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم خَرَجَ، لِيُخْبِرَ بلَيْلَةِ القَدْرِ فوَقَعَتْ بَيْنَ الْمُسْلِمِيْنَ مُلاَحَاةٌ وهي الْمُخَاصَمَةُ، والْمُنَازَعَةُ، فرُفِعَ عِلْمُ تَعْيِيْنِها بِسَبَبِ تَلاَحِي الناسِ. ويَتَّضِحُ لَنَا أنّ الْمُخَاصَمَةَ مَذْمُوْمَةٌ، وهي