عنوان الكتاب: نفحات ليلة القدر

سبَبٌ في الحِرْمَان فلَوْ كان في الْمُلاَحَاةِ خَيْرٌ لَمَا كان سَبَبًا لِرَفْعِ مَعْرِفَةِ ليلةِ القدرِ، ونَحْنُ نَرَى بَعْضَ الْمُسْلِمِيْنَ، يَتَعَرَّضُ لِلظُّلْمِ، والانتِهَاكِ، وَالْمُخَاصَمَةِ، ويَقُوْلُ: لا يُمْكِنُ العَيْشُ مع الْمُتَخَاصِمِ بدُوْنِ جِدَال، بل ولا يَقْتَصِرُ على هذه الأُمُوْرِ بل ويَتَجَرَّأُ على تَكَلُّمٍ بِكَلاَمٍ فاحِشٍ وسَبٍّ وشَتْمٍ، وضَرْبٍ، وقَتْلٍ، وإِنَّ البَعْضَ لَلأَسَفِ يَتَعَصَّبُ، فيَفْرُقُ بَيْنَ لَوْنٍ، أوْ حَسَبٍ أوْ نَسَبٍ ويُضَيِّعُ حُقُوْقَ العِبَادِ على عَصَبِيَّةٍ مع أَنَّ الْمَفْرُوْضَ أَنْ يَكُوْنَ الْمُسْلِمُوْنَ إِخْوَانًا مُتَرَاحِمِيْنَ يُحِبُّ كُلٌّ منهم لِلآخَرِ ما يُحِبُّ لِنَفْسِه يَقُوْلُ الْحَبِيْبُ الْمُصْطَفَى صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم: «مَثَلُ الْمُؤْمِن مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى منه شَيْءٌ، تَدَاعَى له سائِرُ الْجَسَدِ»[1].

أخي الحبيب:

يَنْبَغِي على الْمُسْلِمِ أنْ يَتَرَاحَمَ ويُقَدِّمَ غَيْرَه على نَفْسِه في ساعاتِ الشِّدَّةِ، ولا يُجَادِل، ولا يَقْطَع الطَّرِيْقَ، ولا يُضَيِّع الْحُقُوْقَ.

تعريف المسلم والمؤمن والمهاجر:

عن سيدِنا فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْد رضي الله تعالى عنه قال: قال الرسولُ الكريم صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم في حَجَّةِ الوَدَاعِ: «ألاَ أُخْبِرُكُم بالْمُؤْمِنِ، مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ على أَنْفُسِهِمْ وأَمْوَالِهِم، وَالْمُسْلِم مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ من لِسَانِه ويَدِه، وَالْمُجَاهِد مَنْ جاهَدَ نَفْسَه في طاعَةٍ،


 



[1] ذكره ابن حبان في "صحيحه"، باب ذكر تمثيل المصطفى المؤمنين بما يجب أن يكونوا عليه من الشفقة والرأفة، ١/٢٢٨، (٢٣٣).

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

30