فقال: يا رَبِّ، جَعَلْتَ أُمَّتِي أَقْصَرَ الأُمَمِ أَعْمارًا، وأَقَلَّها أَعْمالاً، فأَعْطَاهُ اللهُ تبارَك وتعالى لَيْلَةَ القدرِ، فقال: «ليلةُ القدرِ لَكَ ولأُمَّتِكَ، خَيْرٌ من أَلْفِ شَهْرٍ، عبَدَ فيها شَمْعُوْن»[1].
أخي الحبيب:
كَمْ لله مِنْ نِعَمٍ وفضَائِلَ، ورَحَمَاتٍ على أُمَّةِ رسُوْلِه صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم، وقد مَنَّ الله علَيْنا بحبيبه الكريم صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم إذْ أعطانا ليلةَ القدرِ وبِمَا أنّ العِبادَةَ فيها خيرٌ من ألْفِ شَهْرٍ، فإنّ أصحابَ رسولِ الله صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم، كانُوْا يَعْرِفُوْنَ قَدْرَها، ويَسْتَقْبِلُوْنَها بفِعْلِ الْخَيْراتِ، وعَمَلِ الصَّالِحَاتِ، ولكن لَلأَسَفِ نَحْنُ نَتَغَافَلُ عنها ونَسْتَقْبِلُها على حالِ الْمَغْبُوْنِيْنَ الْمُفْرِطِيْنَ ولا نَعْرِفُ قَدْرَها، مع أنَّهَا فُرْصَةٌ للتَّحَقُّقِ، بمَقامِ العُبُوْدِيَّةِ لله تعالى، والقِيَامِ بِحَقِّه.
أخي الحبيب:
أَقْبِلْ إلى البِيْئَةِ الْمُتَدَيِّنَةِ من مركز الدَّعْوَةِ الإسلامية، وحَاوِلْ الْعَمَلَ بِكُتَيْبِ جَوائِزِ الْمَدِينةِ، الْمُحْتَوِي على كَثِيْرٍ من الأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ، والأَخْلاَقِ، والآدَابِ الفَاضِلَةِ، ففي هذا الكُتَيْبِ، طُرِحَ على الْمُسْلِمِيْنَ اِثْنَانِ وسَبْعُوْنَ سُؤَالاً، وعلى الْمُسْلِمَاتِ ثَلاَثَةٌ وسِتُّوْنَ سُؤَالاً،
[1] ذكره الخازن في "تفسيره"، ٤/٣٩٧، والبيهقي في "السنن الكبرى"، كتاب الصيام، باب فضل ليلة القدر، ٤/٥٠٥، (٨٥٢٢).