عنوان الكتاب: نفحات ليلة القدر

لَيْلَةُ السابعِ والعشرِيْن من رَمَضانَ، أَدْعُو اللهَ، وأَسْأَلُ رُؤيَةَ النَّبِيِّ الْمُصْطَفَى صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم إِذْ غَلَبَنِي النَّوْمُ فرَأَيْتُ كَأنِّي في مَسْجِدٍ ويقول واحد من النَّاسِ: سَوفَ يَأْتِي الرَّسُولُ الْحَبِيْبُ صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم وهو يُصَلِّي بِالنَّاسِ وعندما جاءَ النَّبِيُّ الكَرِيْمُ صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم اسْتَيْقَظْتُ وأنَا مَحْزُوْنٌ وذَرَفَتِ الدُّمُوْعُ من عَيْنِي، وبعدَها ازدَادَت مَحَبَّةُ مركز الدَّعْوةِ الإسلامية في القَلْبِ، وقُمْتُ بالتَّسْجِيْلِ في جامعةِ الْمَدينة للدرس النظامي، وأنَا اليَوْمَ تَشَرَّفْتُ بمَسْئوْلِيَّةِ الإخوَةِ الْمُسَافِرِيْنَ في سبيلِ الله مع قَوَافِلِ المدينة.

اختلف في ليلة القدر:

رُوِيَ عن سيدِنا الإمام أبي حَنيفةَ رحمه الله تعالى: أَنَّ لَيْلَةَ القَدْرِ في رَمَضانَ، لا يَدْرِي أَيَّةُ لَيْلَةٍ هي، وعند أبي يوسف ومحمد رحمهما الله تعالى: هي في النِّصْفِ الأَخِيْرِ من رَمَضانَ، والْمَشْهُوْرُ عن سيدِنا أبي حنيفة رحمه الله تعالى: أَنَّها تَدُوْرُ في السَّنَةِ كُلِّها وقد تَكُوْنُ في رَمَضانَ، وقد تَكُوْنُ في غَيْرِه، وصَحَّ ذلكَ عن سيدِنا ابْنِ مسعود وسيدِنا ابْنِ عبَّاس، وسيدِنا عِكْرِمَة رضي الله تعالى عنهم، وعند سيّدِنا الإمام الشافعي رحمه الله تعالى: «أَنَّها في العَشْرِ الأَخِيْرِ لا تَنْتَقِلُ، ولا تَزَالُ إلى يَوْمِ القِيَامَةِ»[1].


 



[1] ذكره بدر الدين العيني (ت ٨٥٥هـ) في "عمدة القاري شرح صحيح البخاري"، كتاب التراويح، ٨/٢٥٣، (٢٠١٥).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

30