حجاب المرأة المسلمة | أم حيان العطارية


نشرت: يوم الإثنين،22-يناير-2024

حجاب المرأة المسلمة

بسم الله الرحمن الرحيم

شرع الله تعالى لنا هذا الدين العظيم وفرض على الرجال والنساء أحكامًا خاصة لكل جنس منهما، واهتم الإسلام بالمرأة؛ لأنها أساس المجتمع ونصفه، فهي من تربّي وتؤسّس العقيدة والأخلاق في أولادها رجالاً ونساءً، ولذا يمكن أن تقول هي المجتمع كله، فإذا فسدتْ فسد المجتمع بل فسدت الأمة، لذا اهتم الإسلام بالمرأة وفرض عليها العلم كما الرجل؛ لأنها تؤثر على مجتمع كامل إذَا هي تعلمتْ كما قال الشاعر:

من لي بتربية النساء فإنها*****في الشرق علة ذلك الإخفاقِ

الأم مدرسة إذا أعددتها*****أعددت شعبًا طيب الأعراقِ

والآن أصبحنا بزمن القابض فيه على دينه كالقابض على الجمر، الفساد منتشر في كل مكان عبر الإنترنيت بما فيه من نقد وطعن في الإسلام وأحكامه وخاصة "حجاب المرأة المسلمة" الذي حاربته الجهات الإعلامية بكل ما تملك من حجج واهية لتبيّن للعالم أن هذا هو التخلّف، وأن الإسلام وضع المرأة في قوقعة وحجبها عن العلم والتطوّر، لكن للأسف هل يمكن لحجاب وضع على الرأس أن يحجب العقل عن الإنسان.

الإعلام عن حرية الوصول إلى المرأة

كل هذه الحجج الواهية لا علاقة لها بالواقع، فالتي تريد أن تتعلم وتتثقّف لا يمنعها من ذلك أي مانع، وإن ما تحتاجه المرأة في مجتمعنا الحاضر هو تثبيت العقيدة الصحيحة والعلم الشرعي حتى تعرف أن الله تعالى حفظها بالحجاب وكل ما يثار في الإعلام عن حرية المرأة: المقصود منه حرية الوصول إلى المرأة.

نعم إن الإسلام كرّم المرأة بهذا الحجاب لئلا تُظهر مفاتنها فيطمع فيها ضعيف القلب، وكما أمر الله المرأة بالحجاب كذلك أمر الرجل بغضّ البصر، وبعد ذلك من لم يغضّ بصره من الرجال تكون المرأة قد حفظت نفسها وسترت مفاتنها ولم تتعرّض لسوء، ومن كان لديه قطعة من الحلوى هل يتركها مكشوفة يتعرّض لها الذباب ليقضي الوقت في ذبّ الذباب عنها! أم يضع الغطاء عليها ويرتاح .

كيف كرّم الإسلام المرأةَ في كل مراحل الحياة؟

هكذا تصبح المرأة التي تظهر مفاتنها وتتعرض لمواقف مزعجة، فكان الستر والحجاب مريح لها ويحفظ الرجال من الانزلاق في النظر إلى الحرام وما قد يؤدي إلى أشياء محرمة بعد ذلك، ثم إن اتهام المرأة بالتخلف والجهل والعبارات الجارحة لمشاعرها في هذا الزمن لا يزيدها إلا مزيداً من الالتزام بدينها وعقيدتها الثابتة؛ لذا فعلى الداعيات أن يركزنَ على أمور العقيدة الصحيحة؛ لأن أغلب المسلمين مسلمون لأنهم ولدوا في أسرة مسلمة ولا يعرفون عن أمور عقيدتهم إلا القليل، إذا عرفت المرأة كيف كرمها الإسلام في جميع مراحل الحياة بنتًا وأمًّا وأختًا وزوجة، وحفظ حقوقها المادية والمعنوية، وألزم الرجل أن يسعى وينفق عليها؛ فتعرف الحكمة من الحجاب ولا تعترض وتخجل منه؛ لأن الحجاب لا يؤثر على علمها وتطورها إنما يحفظها، والأهم في ذلك أنه يرضي ربها وخالقها العالم والحكيم بخلقه، ومن طريف ما قرأت عن الحجاب وجميلٌ أن يكون المسلم فطنًا يجيب عن السؤال حسب السائل.

مرة كان أحد علماء المسلمين في بلد وانتقد أحد الحضور المسلمات بأنهن لا يصافحن الرجال، فقال الشيخ: "ونحن في الإسلام نعتبر المرأة ملكةً ولا يجوز لأحد أن يصافحها إلا محارمها وعددهم لا يتجاوز أصابع اليد".

أما تلك الحرية التي يضجون بها إعلاميًا عن المرأة وحقوقها حريةٌ مزيفة ظاهرًا فمن عاش في الغرب رأي بأم عينه الظلم الذي تعيش به المرأة وتصارع الحياة من أجل لقمة العيش ولو كانت حاملاً أو مرضعة، أما الإسلام العظيم فقد أوجب نفقة المرأة بكل مراحل حياتها على محارمها، سواء عملت أو لم تعمل، ولذا قد نجد الكثير من الناس في الغرب لا يعرف عن أحكام الإسلام إلا ما أراده الإعلام من تزييف وتشنيع للأحكام الشرعية كي يجعل السامع منتقدًا ولا يحب أن يسمع عن تفاصيل هذا الدين.

هل حجاب المرأة يمنعها عن الدراسات والأعمال؟

حجاب المرأة لا يمنعها من أي شيء تحبه من دراسة وعمل ضمن الضوابط الشرعية، مع الانتباه بأن لا يكون في عملها خلوة واختلاط مع الرجال.

نحن إذا عرفنا الحكمة من حجاب المرأة أو لم نعرف، يكفي لنا أن نعرف أن الله أمرنا بهذا وأنه سبحانه حكيم عليم بخلقه، وطاعة المرأة لله تعالى بهذا الأمر يرفع درجتها عند مولاها، لأن الاستسلام لأوامر ربنا عزوجل هو أساس العقيدة، ومن آمن بالله تعالى إيمانًا حقيقيًا قولاً وعملاً يلتزم بأوامره سواءً وافقت هواه أو لا، فقد حفّت الجنة بالمكاره، ودخول الجنة ليس أمرًا سهلاً، يحتاج لعمل وصبر، وضبط لشهوات النفس، فكما قيل من الحكمة مخالفة هوى النفس فالتكليف دائمًا عكس ما تحب النفس البشرية، وفيه جهد ومشقة وكره للنفس واستسلام لأوامر الله الخالق العظيم الذي أكرمنا وجعلنا من ولادتنا مسلمين، فهذا هو الحظُّ والنعمة العظيمة، أن ولدنا مسلمين.

فنسأل الله أن يقوّي إيماننا ويجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم ويجعلنا صالحات مصلحات حاملات لواء التوحيد والانقياد لأوامر المولى العظيم جل جلاله.

أيا أختاه ما أبهى الخمارا*****وما أغلى الجمال إذا توارى

تسيرين الهوينى غير أني*****أرى زهوا بخطوك وانتصارا

تركتِ الجاهليةَ في اعتزازٍ*****وآثرتِ الكرامةَ والفخارا

أمسلمة وهمك أن تعيشي*****ليفتنَ حسنُك القومَ الحيارى

أما تبغين عند الله أجرا*****أما تخشين بعد الموت نارا


#مركز_الدعوة_الاسلامية
#مركز_الدعوة_الإسلامية
#الدعوة_الإسلامية
#مجلة_نفحات_المدينة
#نفحات_المدينة
#مجلة_فصلية

تعليقات



رمز الحماية