فاستفتته في خروجها من بيتها، فأمرها أن تنتقل إلى ابن أم مكتوم الأعمى، فأبى مروان أن يصدِّق حديث فاطمة في خروج المطلقة من بيتها، قال عروة: وأنكرت عائشة [رضي اللّه عنها] على فاطمة بنت قيس.
قال أبو داود: وكذلك رواه صالح بن كيسان، وابن جُريج، وشعيب بن أبي حمزة، كلهم عن الزهري.
قال أبو داود: شعيب بن أبي حمزة، واسم أبي حمزة دينار، وهو مولى زياد.
2290ـ حدثنا مخلد بن خالد، ثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عبيد اللّه قال:
أرسل مروان إلى فاطمة فسألها، فأخبرته أنها كانت عند أبي حفصة، وكان النبي صلى اللّه عليه وسلم أَمَّرَض عليّ بن أبي طالب يعني على بعض اليمن فخرج معه زوجها، فبعث إليها بتطليقة كانت بقيت لها، وأمر عيَّاش بن أبي ربيعة والحارث بن هشام أن يُنْفقَا عليها فقالا: واللّه ما لها نفقة إلا أن تكون حاملاً، فأتت النبي صلى اللّه عليه وسلم فقال: "لا نفقة لك إلا أن تكوني حاملاً" واستأذنته في الانتقال فأذن لها، فقالت: أين أنتقل يارسول اللّه؟ قال: "عند ابن أمِّ مكتومٍ" وكان أعمى تضع ثيابها عنده ولا يبصرها، فلم تزل هناك حتى مضت عدتها، فأنكحها النبيُّ صلى اللّه عليه وسلم أسامة، فرجع قبيصة إلى مروان فأخبره بذلك، فقال مروان: لم نسمع هذا الحديث إلا من امرأة فسنأخذ بالعِصْمَةِ التي وجدنا الناس عليها، فقالت فاطمة حين بلغها ذلك: بيني وبينكم كتاب اللّه، قال اللّه تعالى: {فطلقوهن لعدتهن} حتى {لا تدري لعلَّ اللّه يحدث بعد ذلك أمراً} قالت: فأيُّ أمر يحدث بعد الثلاث؟
قال أبو داود: وكذلك رواه يونس عن الزهري، وأما الزبيدي فمروى الحديثين جميعاً: حديث عبيد اللّه بمعنى معمر، وحديث أبي سلمة بمعنى عقيل.
قال أبو داود: ورواه محمد بن إسحاق عن الزهري أن قبيصة بن ذؤيب حدَّثه بمعنىً دلَّ على خبر عبيد اللّه بن عبد اللّه حين قال: فرجع قبيصة إلى مروان فأخبره بذلك.
40- باب من أنكر ذلك على فاطمة بنت قيس
2291ـ حدثنا نصر بن علي، قال: أخبرني أبو أحمد، ثنا عمار بن زريق، عن أبي