فقال: أجل، قلنا: ناولنا هذه القطعة الأديم التي في يدك، فناولناها فقرأناها، فإِذا فيها "من محمدٍ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إلى بني زهير بن أُقيش ، إنكم إن شهدتم أن لا إله إلا اللّه، وأن محمداً رسول اللّه، وأقمتم الصلاة، وآتيتم الزكاة، وأديتم الخمس من المغنم، وسهم النبيِّ صلى اللّه عليه وسلم وسهم الصفيِّ أنتم آمنون بأمان اللّه ورسوله" فقلنا: من كتب لك هذا الكتاب؟ قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم.
22- باب كيف كان إخراج اليهود من المدينة
3000ـ حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، أن الحكم بن نافع حدثهم قال: أخبرنا شعيب، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن عبد اللّه بن كعب بن مالك، عن أبيه،
وكان أحد الثلاثة الذين تِيبَ عليهم، وكان كعب بن الأشرف يهْجُو النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم ويحرّضُ عليه كفار قريش، وكان النبي صلى اللّه عليه وسلم حين قدم المدينة وأهلها أخلاط: منهم المسلمون والمشركون يعبدون الأوثان، واليهود، وكانوا يؤذون النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم وأصحابه، فأمر اللّه عزَّوجلَّ نبيَّه بالصبر والعفو، ففيهم أنزل اللّه {ولتسمعنَّ من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم} الآية، فلما أبى كعب بن الأشرف أن ينزع عن أذى النبي صلى اللّه عليه وسلم أمر النبيُّ صلى اللّه عليه وسلم سعد بن معاذ أن يبعث رهطاً يقتلونه، فبعث محمد بن مسلمة، وذكر قصة قتله، فلما قتلوه فزعت اليهود والمشركون، فغدوا على النبي صلى اللّه عليه وسلم فقالوا: طُرِقَ صاحبنا فقتل، فذكر لهم النبيّ صلى اللّه عليه وسلم الذي كان يقول، ودعاهم النبيُّ صلى اللّه عليه وسلم إلى أن يكتب بينه وبينهم كتاباً ينتهون إلى ما فيه، فكتب النبي صلى اللّه عليه وسلم بينه وبينهم وبين المسلمين عامة صحيفة.
3001ـ حدثنا مُصَرِّفُ بن عمرو الأيامي، ثنا يونس يعني ابن بكير قال: ثنا محمد بن إسحاق حدثني محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت، عن سعيد بن جبير وعكرمة، عن ابن عباس، قال: لما أصاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قريشاً يوم بدر، وقدم المدينة جمع اليهود في سوق بني قينقاع فقال: "يامعشر يهود، أسلموا قبل أن يصيبكم مثل ما أصاب قريشاً" قالوا: يا محمد، لايغُرَّنَّك من نفسك أنك قتلت نفراً من قريش كانوا أغماراً لايعرفون القتال، إنك لو قاتلتنا لعرفت أنا نحن الناس، وأنك لم تلق مثلنا، فأنزل اللّه