عنوان الكتاب: سنن أبي داود الجزء الثاني

أنفسهم} فقرأ حتى بلغ {من الصادقين} فانصرف النبي صلى اللّه عليه وسلم، فأرسل إليهما فجاءا، فقام هلال بن أمية فشهد والنبيُّ صلى اللّه عليه وسلم يقول: "[إن] اللّه يعلم أنَّ أحدكما كاذبٌ، فهل منكما من تائبٍ؟" ثم قامت فشهدت، فلما كان عند الخامسة {أن غضب اللّه عليها إن كان من الصادقين} وقالوا لها: إنها موجبة، قال ابن عباس: فتلكَّأت ونكصت حتى ظننا أنها سترجع فقالت: لا أفضح قومي سائر اليوم فمضت، فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم: "أبصروها فإِن جاءت به أكحل العينين سابغ الأليتين خدلج الساقين فهو لشريك بن سحماء" فجاءت به كذلك، فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم: "لولا ما مضى من كتاب اللّه لكان لي ولها شأنٌ".

قال أبو داود: وهذا مما تفرَّد به أهل المدينة، حديث ابن بشار حديث هلال.

2255ـ حدثنا مخلد بن خالد الشعيري، ثنا سفيان، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن ابن عباس

أن النبي صلى اللّه عليه وسلم أمر رجلاً حين أمر المتلاعِنَين أن يتلاعنا أن يضع يده على فيه عند الخامسة يقول: إنها موجبةٌ.

2256ـ حدثنا الحسن بن عليّ، ثنا يزيد بن هارون، ثنا عباد بن منصور، عن عكرمة، عن ابن عباس قال:

جاء هلال بن أمية وهو أحد الثلاثة الذين تاب اللّه عليهم فجاء من أرضه عَشِيّاً فوجد عند أهله رجلاً، فرأى بعينه وسمع بأذنه، فلم يهِجْه حتى أصبح، ثم غدا على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال: يارسول اللّه، إني جئت أَهلي عشاءً فوجدت عندهم رجلاً فرأيت بعيني وسمعت بأذني، فكره رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ما جاء به، واشتدَّ عليه، فنزلت: {والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شُهَداءُ إلا أنفسهم فشهادة أحدهم} الآيتين كلتيهما، فسُرِّيَ عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "أبشر يا هلال، قد جعل اللّه [عزوجل] لك فرجاً ومخرجاً" قال هلال: قد كنت أرجو ذلك من ربي، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "أرسلوا إليها" فجاءت، فتلا عليهما رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، وذكرهما وأخبرهما أن عذاب الآخرة أشد من عذاب الدنيا، فقال هلال: واللّه لقد صدقت عليها، فقالت: قد كذب، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم:




إنتقل إلى

عدد الصفحات

620