عنوان الكتاب: المتسول المخادع

كان رَجُلاً صالِحًا كريمًا، لكِن وبَعْدَ حِيْنٍ أُكْتُشِفَ أَمْرُه أنَّه كان ذَكِيًّا مُنذُ طُفُوْلَتِه، عَلَّمَه والِداه حتَّى الدِّراساتِ العُلْيَا، وعندَما انْتَهَى مِن الدِّراسَةِ اخْتارَ أنْ يُوَظَّفَ في الْحُكومَةِ عن طَرِيْقِ الرَّشاوَى أوْ تَحْتَ الوَجاهَةِ والشَّفاعَةِ، وأَصْبَحَ مُتَعَوِّدًا على أَخْذِ الرَّشاوَى، فاشْتَرَى قِطْعَةَ أَرْضٍ مِن مالِ الرِّشْوَةِ، وفَوْقَ ذلك ادَّخَرَ مالاً كَثِيرًا، فبهذا المالِ الْحَرامِ حَجَّ البيتَ، وساعَدَ الفُقَراءَ والْمَساكينَ، نَعُوْذُ بالله مِنْ قَهْرِه وغَضَبِه.

إخوتي الأحباء! قَد رَأَيْتُم عُقُوْبَةَ مَنْ كَسَبَ مالاً حرامًا، جاءَ في الحديثِ الشّريفِ، قال النّبيُّ صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم: «الرَّاشِيْ والْمُرْتَشِيْ في النّارِ»[1].

لا تقبل صدقة من المال المحرم

لا يُقْبَلُ التَّصَدُّقُ وفِعْلُ الْخَيْرِ بِمالٍ حَرامٍ، لأنَّ اللهَ تعالى طَيِّبٌ، لا يَقْبَلُ إلاّ طَيِّبًا، يقولُ رسولُ الله صلّى الله تعالى عليه وآله وسلم: «لا يَكْسِبُ عبدٌ مالَ حَرامٍ فيَتَصَدَّقُ منه فيُقْبَلُ منه،


 



[1] ذكره الطبراني في "المعجم الأوسط"، ١/٥٥٠، (٢٠٢٦).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

24