النّاسُ جَمِيْعًا واسْتَغْفَرُوْا لَه، وقَرَّرُوْا دَفْنَه في القبرِ الخامِسِ، فلمَّا حَفَرُوْا القبرَ الخامِسَ اعْوَجَّ أَيْضًا، ولكِن أَدْخَلُوْه إليه مَعَ اعْوِجَاجِه، نَعُوْذُ بالله مِن قَهْرِه وغَضَبِه.
إخوتي الأحباء! هذِه قِصَّةٌ مُؤَثِّرَةٌ تَحْمِلُ الكثيرَ مِن العِبَرِ والنَّصائِحِ، اللهُ يَعْلَمُ أَيُّ ذَنْبٍ صَدَرَ مِن الضَّابِطِ وأَصْبَحَ عِبْرَةً لِلنَّاسِ، مَن يُحِبُّ الْمَنْصِبَ والرِّئاسَةَ فعَلَيْه أنْ يَسْتَمِعَ لِهذا الحديثِ:
رمي في جهنم
عن سيّدِنا ابنِ عبّاسٍ رضي الله تعالى عنهما أنَّ رسولَ الله صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم قال: «مَن وَلِيَ على عَشَرَةٍ فحَكَمَ بينَهم بما أَحَبُّوْا أوْ كَرِهُوْا جِيْءَ به يومَ القِيامَةِ مَغْلُولَةً يدَاه إلى عُنُقِه، فإنْ حَكَمَ بما أَنْزَلَ اللهُ ولَمْ يَرْتَشِ في حُكمِه ولَمْ يَحِفْ فَكَّ اللهُ عنه يومَ القِيامَةِ، يومَ لا غُلَّ إلاّ غُلُّه، وإنْ حَكَمَ بغيرِ ما أَنْزَلَ اللهُ تعالى وارْتَشَى في حُكمِه وحابَى شُدَّتْ يَسارُه إلى يمينِه ورُمِيَ به في جَهنّمَ فلَمْ يَبْلُغْ قَعْرَها خمسَ مئةِ عامٍ»[1].