فلا يَمْلِكُه أَصْلاً بَلْ يَجِبُ رَدُّه إلى صَاحِبه، وإنْ ماتَ فيَجِبُ رَدُّه إلى وَرَثَتِه، أوْ يَتَصَدَّقُ به عَنْهم على الفُقراءِ بغيرِ قَصْدِ الثَّوابِ إذا عَجَزَ عن إيْصالِه إليهم.
النَّوْعُ الثَّانِيْ: أنْ يكونَ المالُ حاصِلاً بالعُقُوْدِ الفاسِدَةِ كالرِّبا وأُجْرَةِ حَلْقِ اللِّحْيَةِ أوْ قَصِّها دونَ القُبْضَةِ، فإذا قَبَضَه مَلَكَه مِلْكًا خَبيثًا، فحُكْمُه حُكْمُ الأَوَّلِ، إلاَّ أنَّ رَدَّ هذا المالِ لا يَجِبُ إلى صَاحِبه أوْ وَرَثَتِه بَلْ يَجُوْزُ أنْ يُتَصَدَّقَ به على الفُقراءِ دونَ نِيَّةِ القَرابَةِ في البِدايَةِ، إلاّ أنَّ الأَفْضَلَ إعادَتُه إلى صَاحِبه أوْ وَرَثَتِه.
قصة إيمانية عن الإيثار
بينَ أَيْدِيْكم قِصَّةً إيْمانِيَّةً حَدَثَتْ مَعَ إحْدَى الأَخَواتِ: كانَتْ إحْدَى الأَخَوَاتِ الْمُسْلِمَاتِ حاضِرَةً في مَجْلِسِ السُّنَنِ الأُسْبُوْعِيِّ الّذِي عُقِدَ تَحْتَ ظِلِّ مَركَزِ الدَّعْوَةِ الإسْلامِيَّةِ لِلأَخَواتِ في مدينةِ بومباي بالهنْد يومَ الاثنين ٢٢ صفر المظفر سنةَ ١٤٢٨هـ، وعِنْدَما انْتَهَى مَجْلِسُ السُّنَنِ اشْتَكَتْ إلى إحْدَى الْمَسْؤُوْلاتِ مِنْ فَقْدِ حِذائِها، فحاوَلَتْ الْمَسْؤُوْلَةُ مَعَها وطَلَبَتْ مِنْها أنْ تَأْخُذَ حِذائَها، وإذا بامْرَأَةٍ أُخْرَى اِرْتَبَطَتْ قَبْلَ سَبْعَةِ