فقالَتْ: أتُجيبُ لمثلي بالتَّلبيَة وأنا على غير دينكَ، ومِن أعدائكَ؟
فقال لها: «وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ نَبِيًّا مَا أَجَبْتُ نَدَاءَكِ حَتَّى أُعْلِمْتُ أَنَّ اللهَ قَدْ هَدَاكِ».
قالت له: إنّكَ لنبيٌّ كريمٌ ﷺ، وإنّكَ لعلى خُلُقٍ عظيمٍ، تَعِس مَن خالف أمرَكَ، وخاب مَنْ جهِلَ قدرَكَ، اُمدُد يديكَ فأنا أشهدُ أنْ لا إله إلَّا اللهُ وأشهدُ أنَّ محمّدًا رسولُ الله، وقالت في سرِّها: إذا أصبحَتْ تتصدّقُ بكلِّ ما تملكُه وتصنعُ مولدَ النّبيّ الكريم ﷺ فرحةً بإسلامها وشُكرًا للرّؤيا الّتي رأَتْها في منامها، فلمّا أصبحَتْ رأَتْ زوجَها قد هيّأ وليمةً وهو في همّةٍ عظيمةٍ فتعجّبَتْ، وقالَتْ له: أراكَ في همّةٍ صالحةٍ؟
فقال لها: مِنْ أجل الّذي أسلمتِ على يديه البارحةَ.
فقالَتْ: مَنْ كشف لكَ هذا السِّرَّ المصُونَ؟ مَنْ أطلعكَ عليه؟
فقال لها: وأنا الّذي أسلمتُ بعدكِ على يديه ﷺ[1].
رحمهم الله تعالى وغفرلنا بهم آمين بجاه النّبِيِّ الأمين ﷺ.