عشَرَ سنواتٍ، فلمّا انْتهى الولد من الدّعوة إلى الله جاء رجلٌ وقال باكيًا: رأيتُ أثناء الدعوة نُورًا ينزلُ على الولد الداعي والسامعين، مع العلم أنّي غيرُ مسلمٍ فدخلتُ في الإسلام لأجل هذا النور الظاهر، وبعد أنْ أسلمَ قال: سوف أُقنِعُ أهلي بالإسلام إن شاء الله، فآمَن أبُوه وزوجَته وأولاده بدعوته الفرديّة لهم إلى الإسلام.
يذكر أحدُ الإخوة أيضًا فيقول: حضرتُ أنا وأصدقائي حَفْلَ المولد النّبويّ ﷺ الذي عقده مركز الدعوة الإسلاميّة بمدينة كراتشي، فقال رجلٌ: لقد كانَتْ تخشع القلوب في السابق بحضورنا لحفلة الميلاد تحت إشراف مركز الدعوة الإسلاميّة، ولكنّه الآن لا تخشعُ القلوبُ ولا تدمعُ العيون، فقال له الآخر: إنّ الإجتماع في حفلة المولد مازال على ما كانَ عليه ولا تتغيّر، ولكن في الحقيقة قد تغيّرَتْ قلوبُنا وتغيّرَتْ نفوسُنا وتغيّرَتْ أفكارُنا، فعلينا أنْ ننظُر إلى أنفسنا ونتأمَّلْ، أمّا الخشيةُ والبكاءُ فكلاهما لا يحصلُ إلّا مِن محبِّة الرسول ﷺ، ففهمتُ كلامه وجئتُ لوسط الحفلة وجلستُ مع المحبّين للحبيب المصطفى ﷺ، وسمعتُ المدائحَ النّبويّة، إلى أنْ قام فوقف المحبّون حال ذكر ولادة الرسول ﷺ جميعًا بأدبٍ يُصلّون على الحبيب المصطفى ﷺ