إيذاء الوالِدَينِ، وسَبابِ المسلِمِين وغيرها من المعاصي، فهذا كلُّه لا يجوز وإن كانت رحمة الله كبيرةً واسعة، فالحرام يبقى حراماً وإنّ الله تعالى يُبغِضُه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «إنّ الله تعالى يغار، وغَيرة الله أن يأتيَ المؤمنُ ما حرَّم الله عليه» متفق عليه.
حذاري أنْ يُوقِعَكم الشَّيطانُ في شباكه، اِعلَمُوا أنّ الله تعالى رَحِيمٌ كَرِيمٌ وأنّه سبحانه جَبَّارٌ قَهَّارٌ، وكما أنّه عز وجل عفوٌ غفورٌ فهو كذلك شديدُ العقابِ، فإنْ أخَذَ اللهُ وعاقَبَ بذَنبٍ صغيرٍ كيف سيكون حالُنا؟ بالتَّأكِيدِ سيَدخُلُ بعضُ الْمُسلِمِينَ النَّارَ بمَعاصِيهم، فعلينا دائِماً أن نَخَافَ مِن تدبيرِ الله الْخَفِيِّ حتّى لا نكونَ مِمَّن يَدخُلُها.
أرواحُنا فِداءٌ لسيِّدِنا أميرِ المؤمِنِينَ عُمرَ بنِ الخطَّابِ رضي الله تعالى عنه، يَجِبُ أن يكون فينا الْخَوفُ والرَّجاءُ حسبَ ما قال: لو نادَى مُنَادٍ مِن السَّماءِ: أيُّها النَّاسُ إنّكم داخِلُونَ الجنَّةَ كُلُّكم أجمَعُونَ إلاّ رجُلاً واحِداً لَخِفْتُ أن أكونَ أنَا هو، ولو نادَى مُنادٍ: أيُّها الناسُ إنّكم داخِلُونَ النَّارَ إلاّ رجلاً