أهوَنَ أهلِ النَّارِ عَذَاباً مَن له نَعلانِ وشِراكانِ مِن نارٍ، يَغلِي مِنهما دِماغُه كما يَغلِي المِرجَلُ، ما يَرَى أنّ أحَداً أشَدُّ منه عذاباً، وإنَّه لأَهوَنُهم عذاباً»٠[1]٠.
وفي "صَحِيحِ البُخارِي": «يقول اللهُ تعالى لأهونِ أهلِ النار عذاباً يومَ القِيامةِ: لو أنّ لكَ ما في الأرضِ مِن شيءٍ أَكُنتَ تَفتَدِي به؟ فيقول: نعم»٠[2]٠، أي: نعم سأُعطِي كُلَّ شَيءٍ؛ كَي أَفتَدِيَ به مِن العَذابِ.
هل نستطيع تحمُّلَ أَخَفِّ أنواع العذاب؟
أيّها الأحبّةُ في الله: فَكِّرُوا مِراراً وتَكراراً، كيف حالُ أخَفِّ الناس عَذاباً يومَ القيامة بسبب ذَنبٍ صَغِير؟! ماذا يَفعَلُ مَن يُعذَّبُ أخَفّ عذابٍ في النار بسبب الشَّتمِ على الرَّغمِ مِن أنَّ السَّبَّ مِن كَبائِرِ الذُّنُوبِ؟! مَن مِنَّا يَتَحَمَّلُ أخَفَّ العَذاب لو وَقعَ فيه بسبب إيذاءِ الوالِدَينِ؟! وكذا كيف يَكُونُ حالُ مَن يُعذَّبُ أخَفّ عذابٍ في النَّارِ بسبب الكَذِب والغِيبَةِ والنَّمِيمَةِ والكَسب الحرامِ وتَناوُلِ الْمُخدِّراتِ، وبسبب مُشاهَدَةِ الأفلامِ