فناداهم النَّهرُ: يا أيُّها العِبادُ والعَبِيدُ الزُّهَّادُ، غَسِّلُوه مِن مائِي، وادْفِنُوه على شاطِئِي حتَّى يُبْعَثَ يومَ القيامةِ مِن قُربِي ففَعَلُوا ذلك به.
وقالوا: نَبِيتُ ليلتَنا هذه على قبرِه نَبكِي، فإذا أصبَحنَا سِرنا، فباتُوا على قبرِه يَبكُونَ، فلمَّا جاء وَجهُ السَّحَرِ غَشِيَهُم النُّعاسُ فأصبَحُوا وقد أنبَتَ اللهُ على قبرِه اثنتَي عشَرةَ سَرْوَةً وكان أوّلُ سَرْوٍ أنبَتَه اللهُ عزّ وجلّ على وجهِ الأرضِ، فقالوا: ما أنبَتَ اللهُ هذا الشَّجَرَ في هذا الْمَكانِ إلاَّ وقد أَحَبَّ اللهُ عِبادتَنا فيه، فأقَامُوا يَعبُدُونَ اللهَ عزّ وجلّ على قبرِه، كُلَّما مات رجُلٌ دَفَنُوه إلى جانِبهِ، فماتُوا بأَجمَعِهم رحِمَهم اللهُ تعالى، فكان بَنو إسرائيلَ يَحُجُّون إلى قُبُورِهم٠[1]٠.
صلّوا على الحبيب! صلّى الله تعالى على محمد
أرأيتم أيها الإخوة الأحباء! إنّ اللهَ تعالى ذُو رَحمَةٍ واسِعَةٍ، إذا تابَ العَبدُ إلى ربِّه توبَةً صادِقةً فإنّ اللهَ سبحانه وتعالى يَرضَى عنه، وأيضاً عَلِمنَا من هذه القصة أنّ الله تعالى يَرَى مَن يَرتَكِبُ المعاصِيَ وإن كان مُختَفِياً عن الناسِ ونستفيدُ